دلالة الشكل
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
ژانرونه
quality ، شأنه شأن صفة «أحمر» حين نصف بها شيئا من الأشياء، والكيفيات بطبيعتها لا تعرف ولا تقبل البرهان؛ لأننا نعرفها بالحدس - بالإدراك المباشر، إن الانفعال الإستطيقي هو خبرة حقيقية نعرفها حين تقع لنا، ولا نحتاج في تعريفها إلى أي حد آخر، ولئن ربطها بل بالشكل الدال فبوصفه «علة» لها لا «تعريفا».
وإن شئت الدقة فهناك الآن نوع من التعريف المشروع يطلق عليه «التعريف الإشاري»
ostensive definition ، وهو أن أعرف اللفظة عن طريق الإيماء إلى أمثلة فردية أو شواهد فردية، فأعرف الكرسي مثلا بأن أشير إلى كرسي مفرد أو كراسي مفردة، وأعرف اللون الأرجواني بأن أعرض على السامعين شيئا أرجوانيا، وأعرف مذاق الأناناس بأن أذيقهم شيئا حقيقيا منه، وأعرف كلمة قطع بأن أؤدي أمامهم فعل القطع، يعتمد التعريف بالإشارة على فهم السامع وتمثله للسمة المعنية من بين غيرها من السمات، ويكاد ينعقد الاتفاق بين الفلاسفة على استحالة ما يسمى «التعريف الإشاري الخاص»
private ostensive definition ؛ أي أن تشير إلى خبرة داخلية مثل خبرة «الألم» وتقول: «أعني بكلمة ألم هذا الذي أحس به الآن.» إذ ليس بإمكان الآخرين أن يروا أو يحسوا أو يكابدوا بأي شكل من الأشكال ذلك الذي تحاول أن تسميه، كما أن مثل هذه الأوصاف القائمة على التعريف الإشاري الخاص لا تفسر كيف يتأتى لك أن تعلم أن ما تحس به الآن هو ما يسميه الآخرون ألما، وإذا كان بإمكاننا أن نعرف كلمة «أحمر» بالإشارة؛ وذلك بأن نومئ إلى رقاقة حمراء، فلأن هذا تعريف إشاري عام (وبالمناسبة، يبين لنا هذا أن كلمة أحمر يتوجب أن تسم لونا في العالم، أي لونا تحوزه الأشياء، وليس صفة لخبرة خاصة أو داخلية)،
7
والآن إذا رجعنا إلى ما قلناه آنفا من أن «الانفعال الإستطيقي» مرتبط بموضوعات عينية خارجية، ومتفق على حدوثه بين أصحاب الحساسية الفنية، لتبين لنا أن تعريفه الإشاري العام مشروع تماما وكفيل بكسر الحلقة الخبيثة أو الدور المنطقي المزعوم، الخطب أن من عدم الحساسية الإستطيقية لن يجدي معه الحديث في الإستطيقا، وأن القوانين التي تتبطن حبكة الشكل غامضة ملغزة، يصدق فيها قول الأستاذ سعيد عقل: «ما تدري ما تدري، كل ما هنالك أن السحر كان ويبقى موضوع شك.»
8
والتحدي الثاني الذي يواجه مفهوم الشكل الدال هو أن الأعمال الفنية هي من التنوع والتباين بحيث يصعب إدراجها في فئة موحدة والعثور بينها على قاسم مشترك، فليس هناك شيء من قبيل «الفن» بألف لام التعريف، بل هناك «فنون»، وهذه الفنون تختلف فيما بينها اختلافا شديدا يجعلها بمثابة ضروب متباينة من النشاط لا يجمع بينها شيء واحد.
ويذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن مفهوم العمل الفني هو «مفهوم تشابه عائلي» (أو أسري)
family resemblance concept ، والتشابه الأسري هو الظاهرة التي كشف عنها فتجنشتين في كتاباته المتأخرة، ومفاده أن الأشياء التي يشير إليها حد
ناپیژندل شوی مخ