دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة

البيهقي d. 458 AH
15

دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة

دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة

پوهندوی

د. عبد المعطي قلعجي

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى-١٤٠٨ هـ

د چاپ کال

١٩٨٨ م

د خپرونکي ځای

دار الريان للتراث

ومن علاماتهم أيضا: دعاؤهم إلى الدين والعبادة من: الصلاة والصدقة والعفاف. وقد استدلت خَدِيجَةُ ﵂، على صدقه ﷺ بذلك، وكذلك أبو بكر، ولم يحتاجا في أمره إلى دليل خارج عن حاله وخلقه. وفي الصحيح أن هرقل- حين جاءه كِتَابِ النَّبِيِّ ﷺ يَدْعُوهُ إِلَى الإسلام- أحضر من وجد ببلده من قريش، وفيهم أبو سفيان، ليسألهم عن حاله. فكان- فيما سأل- أن قال: بم يأمركم؟ فقال أبو سفيان: بِالصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصِّلَةِ وَالْعَفَافِ، إلى آخر ما سأل. فأجابه فقال: إِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُ حقا فهو نبي، وسيملك مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ» . والعفاف الذي أشار إليه أبو سفيان، هو العصمة. فانظر كيف أخذ من العصمة والدعاء إلى الدين والعبادة دليلا على صحة نبوته، ولم يحتج إلى معجزة، فدل على أن ذَلِكَ مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ!! ومن علاماتهم أيضا: أن يكونوا ذوي حسب في قومهم. وفي الصحيح: «ما بعث الله نبيا، إلا فِي مَنَعَةٍ مِنْ قَوْمِهِ» . وفي رواية أخرى: «في ثروة من قومه» . استدركه الحاكم على الصحيحين. وفي مساءلة هرقل لأبي سفيان كما هو في الصحيح قال: «كيف هو فيكم»؟ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: «هُوَ فينا ذو حسب» . فقال هرقل: «والرسل تبعث في أحساب قومها» .

المقدمة / 17