وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْحُمَّى أُمَّ مِلْدَمٍ، وَتَقُولُ: قَالَتِ الْحُمَّى: أَنَا أُمُّ مِلْدَمٍ، آكُلُ اللَّحْمَ، وَأَمَصُّ الدَّمَ.
وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْشَدَ يَعْقُوبُ:
إِنِّي إِذَا شَارَكَنِي فِي جِسْمِي ... مَا يَنْتَقِي مُخِّي وَيَبْرِي عَظْمِي
لَمْ أَطْلُبِ الذِّئْبَ بَثَأْرِ الْبَهْمِ ... وَلَوْ تَغَذَّى لَحْمَهَا وَلَحْمِي
يَعْنِي الْحُمَّى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي الْكِيرَ.
وَقَالَ غَيْرُ يَعْقُوبَ: سُمِّيَتْ أُمَّ مِلْدَمٍ مِنَ اللَّدْمِ، وَهُوَ ضَرْبُ الْمَرْأَةِ صَدْرِهَا عَلَى الْهَالِكِ، يُريِدُ أَنَّ الْحُمَّى تُودِي إِلَى ذَلِكَ، كَمَا يُقَالَ لَهَا: رَائِدُ الْمَوْتِ، وَيُقَالُ رَجُلٌ مِلْدَمٌ، وَهُوَ الثَّقِيلُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ الْأَحْمَقُ، قَالَ حُجيَّةُ:
فَلَا تَحْسِبَنِّي مِلْدَمًا إِذْ نَكَحْتِهِ ... وَلَكِنَّنِي حُجَيَّةُ بْنُ الْمُضَرَّبِ