إِلَى أَحَدٍ دُونَ أَحَدٍ، قَالَ الزُّبَيْرُ أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ:
أَقَائِمَةٌ حُلُومُ بَنِي أَبِينَا ... كِنَانَةَ أَمْ هُمُ قَوْمٌ نِيَامُ
فَإِنْ يَكُ فِيهِمُ كَرَمٌ وَعِزٌّ ... فَقَوْمُكُمُ وَإِنْ قَلُّوا كِرَامُ
دَعُونَا قَارَةً لَا تَذْعَرُونَا ... فَتُنْبِتْكَ الْقَرَابَةُ وَالزِّمَامُ
كَمَا أَرْسَلْتُمْ أَسَدًا فَبَانَتْ ... أَوِ الْأُخْرَى كَمَا فَعَلَتْ جُذَامُ
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: يُقَالُ إِنَّهُمْ صَفُّوا فِي بَعْضِ حَرْبِهِمْ لِبَنِي بَكْرٍ فِي هَوْتَةٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْهَوْتَةَ الْقَارَةَ، فَقَالَتْ بَنُو بَكْرٍ حِينَ رَأَوْهُمْ يُرِيدُونَ قِتَالَهُمْ: يَا أَصْحَابَ الْقَارَةِ! الْمُرَامَاةُ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمِ الْمُسَابِقَةُ؟ وَكَانُوا رُمَاةَ الْحَدَقِ، فَقَالَ شَاعِرُ بَنِي الْهَوْنِ:
قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَى وَمَنْ وَالَاهَا ... أَنَا نَصُدُّ الْخَيْلَ عَنْ هَوَاهَا
قَدْ أنْصَفَ الْقَارَةَ مَنْ رَمَاهَا ... إِنَّا إِذَا مَا فِئَةٌ نَلْقَاهَا
نَرُدُّ أُولَاهَا عَلَى أُخْرَاهَا ... نَرُدُّهَا دَامِيَةً كُلَاهَا