دفع شبه من شبه وتمرد
دفع شبه من شبه وتمرد
خپرندوی
المكتبة الأزهرية للتراث
د خپرونکي ځای
مصر
فمن ذلك أنه سبحانه وتعالى تولى عصمته بنفسه فقال تعالى
﴿والله يعصمك من الناس﴾
وحقا عصمه عزوجل في ظاهره وباطنه حفظه يفي ظاهره فمن أن ينالوا ما هموا به ورد كيدهم في نحورهم وحفظه في باطنه من الناس من أن يكون منه إليهم إلتفات أو يكون له بهم إشتغال صان سره عن مواردا السكون إليهم وعن نزعات الشيطان وفلتات النفس ومنها قوله تعالى
﴿لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا﴾
قيل معناه لا تدعوه بإسمه كما يدعو بعضكم بعضا يا محمد يا عبد الله ولكن فخموه وعظموه وشرفوه وقولوا يا نبي الله يا رسول الله مع لين وتواضع قاله مجاهد وقتادة وقيل معناه إحذروا دعاء الرسول عليكم فإن دعاءه مستجاب لإيراد وليس كدعاء غيره قاله إبن عباس رضي الله عنهما وقيل معناه من ضيع حرمة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد ضيع حرمة الله عزوجل ومن ضيع حرمة الله فقد دخل في ديوان الأشقياء وحرمة الرسول صلى الله عليه وسلم من حرمة الله تعالى بل من ضيع حرمة الأولياء فقد عرض نفسه للهلكة ومنها قوله تعالى
﴿إنا أرسلناك شاهدا﴾
أي عليهم بالتوحيد
﴿ومبشرا﴾
أي لهم بالتأييد والمغفرة
﴿ونذيرا﴾
أي محذرا إياهم الزيغ والضلالات
﴿لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه﴾
أي تعظموه تعظيما يليق به وبمرتبته قال الأئمة لم يؤمن بالرسول من لم يعزه ويعز أوامره ويوقره ويوقر أصحابه رضي الله عنهم ومنها قوله تعالى
﴿فالذين آمنوا به﴾
أي بمحمد صلى الله عليه وسلم
﴿وعزروه﴾
أي وقروة
﴿ونصروه﴾
بذلوا أنفسهم في نصرته وأموالهم
﴿واتبعوا النور الذي أنزل معه﴾
وهو القرآن
﴿أولئك هم المفلحون﴾
أي الفائزون حصر الفلاح فيهم فهذه الآيات موجبة لتوقيره وتعظيمه وتبجيله وتعريف قدره عند ربه ومنها قوله تعالى
﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾
قال عمر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء كلام طويل بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عند الله أن جعل الله عزوجل طاعتك طاعته وقال جعفر الصادق معناه من عرفك بالنبوة والرسالة فقد عرفني بالربوبية والألوهية وقيل بطاعتك يصل العبد إلى الحق وبمخالفتك يقطع عنه وقيل غير ذلك ومن أحسنها من ألزم نفسه طاعته وصحح الإقتداء به أوصله إلى مقامات الأنبياء والصديقين والشهداء ألا ترى قوله تعالى
﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء﴾
الآية ومنها وهو أبلغ مما تقدم قوله تعالى
﴿إن الذين يبايعونك﴾
مخ ۶۹