ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن هلك الجاهل والمكافح متكلم بكلام مسموع بالآذان بغير آلات ولا أدوات ولا جوارح أين لهوات الحصى وحلقوم الجذع وجارحتهما فما أجهلك بقوله تعالى
ﵟفلما جاءتهم آياتنا مبصرةﵞ
نسب الأبصار إلى الآيات فأين الحذق يا قامح ومن آياته إنزال القطر بقدرته
وصبغ ألوان النبات والثمار بحكمته
مع مخالفة الطعوم بمشيئته وإرسال الرياح لواقح موصوف بالسمع والبصر يرى في الدجنة كما يرى في القمر من شبهه أو كيفه طغى وكفر هذا مذهب أهل الحق والسنة وإن دليلهم لجلى واضح من شبهه أو مثل أو جسم فهو مع السامرة واليهود ومن حزبهم يوم تظهر المخبآت وتبلى السرائر وتبين الفضائح وإن قيل عنه في الدنيا أنه ولي صالح
هلك الهالكون بآرائهم لأنه عمل غير صالح
وفاز المنزهون فيا لها صفقة رابح
هو الواحد المتوحد في صفاته الأزلي الجبار
العظيم العزيز القهار
تبارك وتعالى وتنزه عن درك الخواطر والأفكار
وسم كل مخلوق بميسم الإفتقار
وأظهر آثار قدرته في مخلوقاته ومن أظهرها السموات والأرض والبراري والبحار والأعين والأنهار
وجريانها على المدرار وتصريف السحاب المسخربين السماء والأرض واختلاف الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار يعلم حركات الأسرار ودبيب النملة السوداء في الظلمة على سواد الصخور والأحجار نوع هذا العالم الإنساني فمنهم شقي ومنهم سعيد وربك يخلق ما يشاء ويختار وصفاته كذاته والمشبهة والمجسمة أهل زيغ وكفار
نزه نفسه بنفسه وقدسها فمن شبه أو عطل فمأواه النار ومن أناب ورجع قبله وإن ارتكب العظائم الكبار
لأنه سبحانه وتعالى عزيز غفار ستار ومن بديع صنعته أن خلق اليوم وليلته
وقمر السماء وشمسه
وآدم عليه السلام وما مسه
علم ذلك المنزه فنزه قدسه وجهله أعمى البصيرة المشبه فتصور فيه جنسه
لأنه بجهله قاس الخالق جل وعلا على ما ألفه واحسه فتراكم عليه غبار التشبيه فضاعت المحسه
وأما المعطل فجحد صفاته فما أغباه وما أخسه
وإذا كان الأمر كذلك فادفع المعطل بيديك النقية
وألحق بالمشبه دفعه ورفسه
مبحث الرد على إبن تيمية في قوله بفناء النار
واعلم أنه مما انتقد عليه زعمه أن النار تفنى
وأن الله تعالى يفنيها وأنه جعل لها أمدا تنتهي إليه وتفنى
مخ ۵۸