ولا كصفاته صفات جئت الذات القديمة الواجبة الوجود التي لم تسبق بقدم أن تكون كالصفة الحديثة قال تعالى
ﵟأولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاﵞ
فهو سبحانه وتعالى إحتجب عن العقول والإفهام كما إحتجب عن الإدراك والإبصار فعجز الخلق عن الدرك والدرك عن الإستنباط وانتهى المخلوق إلى مثله وأسنده الطلب إلى شكله قال الصديق رضي الله عنه العجز عن درك الإدراك إدراك وقال رضي الله عنه سبحان من لم يجعل للخلق سبيلا إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته فهو سبحانه عليم قدير سميع بصير لا يوصف علمه وقدرته وسمعه وبصره بما يوصف به المخلوق ولا حقيقته وكذلك علوه وإستواءه إذ الصفة تتبع الموصوف فإذا كانت حقيقة الموصوف ليست من جنس حقائق سائر الموصوفات فكذلك حقيقة صفاته فأجهل الناس وأحمقهم وأجحدهم للحق من يشبه من ليس كمثله شيء بالمخلوق المصنوع في شيء من صفاته وأفعاله وذاته تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا لأنه سبحانه وتعالى وصفاته مصون عن الظنون الكاذبة والأوهام السخيفة وقد قيل في قوله تعالى
ﵟوما قدروا الله حق قدرهﵞ
أي ما وصفوه حق وصفه وقيل ما عظموه حق عظمته وقيل ما عرفوه حق معرفته وقيل غير ذلك قال بعض أهل المعاني والقلوب لا يعرف قدر الحق إلا الحق وكيف يقدر أحد قدره وقد عجز عن معرفة قدرة الوسائط والرسل والأولياء والصديقون ثم قال ومعرفة قدره أن لا تلتفت عنه إلى غيره ولا نغفل عن ذكره ولا تفتر عن طاعته إذا ذاك عرفت قدر ظاهر قدره وأما حقيقة قدره فلا يقدر قدرها إلا هو وصدق لأن الخلق تعجز عن تنزيهه بما يستحقه من كمال صفاته وعظم ذاته ولهذا نزه سبحانه نفسه بقوله
ﵟسبحان ربك رب العزة عما يصفونﵞ
وفي هذا غاية الحث على كثرة التنزيه ودوامه مع أمره لأكمل خلقه في قوله تعالى
ﵟسبح اسم ربك الأعلىﵞ
مع غير ذلك مما في أشرف الكتب مما أذكر بعضه
مخ ۵۲