احتجب عن خلقه بخلقه ثم عرفهم صنعه بصنعه وساقهم إلى أمره بأمره فلا يمكن الأوهام أن تناله ولا العقول أن تختاله ولا الأبصار أن تمثله ولا الأسماع أن تستمله والاماني أن تمتحنه هو الذي لا قبل له ولا مقصر عنه ولا معدل ولا غاية وراءه ولا مثل ليس له أمد ولا نهاية ولا غاية ولا ميقات ولا إنقضاء ولا يستره حجاب ولا يقله مكان ولا يحويه هواء ولا يحتاطه فضاء ولا يتضمنه خلاء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال إبن عباس رضي الله عنهما معنى الآية ليس له نظير وقيل الكاف صلة أعني زائدة فالمعنى ليس مثله شيء وقيل المثل صلة فالمعنى ليس كهو شيء فأدخل المثل للتأكيد فمن الجهل البين أن يطلب العبد درك مالا يدرك وأن يتصور مالا يتصور كيف وقد نزه نفسه بنفسه عن أن يدرك بالحواس
أو يتصور بالعقل الحادث والقياس فلا يدركه العقل الصحيح من جهة التمثيل
ويدركه من جهة الدليل
فكل ما يتوهمه العقل فهو جسم ولا نهاية في جسمه وجنسه ونوعه وحركته وسكونه مع ما يلزمه من الحدود والمساحة ومن الطول والعرض وغير ذلك من صفات الحدث تعالى الله عن ذلك فهو الكائن قبل الزمان والمكان المحدثين وهو الأول قبل سوابق العدم
الأبدي بعد لواحق القدم
ليس كذاته ذات
مخ ۵۱