دعوت ته فلسفې ته
دعوة للفلسفة: كتاب مفقود لأرسطو
ژانرونه
أولئك الذين يجعلون لاكتساب الثروة أهمية تفوق «العناية» بطباعهم وأخلاقهم. (ب4) والواقع أن هذه هي الحقيقة؛ فالتخمة - كما يقول المثل السائر - تلد الغطرسة، وإذا ما اقترن النقص في التربية
30
بالقوة والسلطة تولد عن ذلك الجنون، وأولئك الذين ساءت نفوسهم لن ينفعهم الثراء ولا القوة ولا الجمال شيئا، بل كلما توافرت هذه الأمور ازداد ضررها على صاحبها عمقا وتنوعا، وذلك إن لم تقترن بالتبصر (والحكمة).
31
إن المثل القائل: «لا تعط السكين للطفل» يعني ألا تضع القوة في أيدي الرعاع.
32 (ب5) إن التبصر الفلسفي
33 - وهذا ما سوف يوافقنا عليه الجميع - هو ثمرة الجهد الجاد والبحث عن الأشياء التي تؤهلنا الفلسفة للبحث عنها؛ لهذا يتحتم علينا - دون لجوء إلى مماحكات لفظية - أن نتفلسف. (ب6) إن كلمة «التفلسف» تدل من ناحية على السؤال عما إذا كان من واجب الإنسان أن يتفلسف، كما تدل من ناحية أخرى على أن نهب أنفسنا للفلسفة. (ب7) لما كنا نتوجه بحديثنا إلى أناس من البشر لا إلى أولئك الذين لهم حياة ذات طبيعة إلهية، فلا بد أن نضيف إلى تلك التنبيهات
34 (السابقة) تنبيهات أخرى نافعة في الحياة الاجتماعية والعلمية.
وفي هذا الصدد نقول: (ب8) إن ما يقع تحت تصرفنا لتيسير شئون الحياة، كالجسد وما يخدم الجسد، إنما يقع تحت تصرفنا كنوع من الأداة، واستخدام هذه الأدوات مقرون بالخطر؛ فهي تؤدي إلى عكس نتيجتها «على يد» أولئك الذين لا يحسنون استعمالها؛ ولهذا يجب علينا أن نسعى إلى معرفة تعيننا على استخدام كل هذه الأدوات على الوجه الصحيح، كما يجب علينا أن نسعى إلى تحصيل هذه المعرفة وتطبيقها بطريقة ملائمة، يجب علينا أن نصبح فلاسفة إذا أردنا أن نصرف شئون الدولة بصورة صحيحة، ونشكل حياتنا الخاصة بطريقة نافعة. (ب9) بيد أن المعرفة على أنواع مختلفة، فهناك المعرفة التي تنتج خيرات الحياة، وهناك المعرفة التي تستخدمها، وثمة تقسيم آخر؛ فهناك أنواع المعرفة التي تخدم وتطيع، وهناك الأنواع التي تأمر، والأنواع الأخيرة أعلى درجة، وفيها يكمن الخير بمعناه الحقيقي. ولما كان هذا النوع الوحيد من المعرفة الذي يتوصل للحكم الصحيح ويستخدم العقل ويضع الخير في مجموعه نصب عينيه - ونعني به الفلسفة - هو الذي يستطيع الانتفاع بسائر أنواع المعرفة وتوجيهها وفق قوانين الطبيعة،
35
ناپیژندل شوی مخ