داعي السماء: بلال بن رباح «مؤذن الرسول»
داعي السماء: بلال بن رباح «مؤذن الرسول»
ژانرونه
وعلينا أن نحترس كثيرا من نسبة كل عبد أسود يذكر في أيام العرب إلى الزنج أو أبناء حام كما يعرفون في علم الأجناس.
فلعله كان ساميا عبر إلى أفريقية كما عبر الإثيوبيون، ولعله أن يكون خلاسيا من الساميين والحاميين، ويغلب على الظن أن بلالا - صاحب السيرة في هذا الكتاب - كان حاميا حبشيا ولم يكن زنجيا خالصا من السود؛ لأن العرب يحسنون وصف الملامح التي تميز الأجناس والسلالات، ولم يذكروا من أوصاف بلال الفطس ولا الشعر الصوفي «المفلفل» اللذين يميزان معا سلالة حام.
وقد كان بلال من أضنك العبيد حالا قبل الإسلام، وكانت حال العبيد هي السوأى بين طبقات المجتمع العربي في الجاهلية ظلما للضعيف لا عداوة للجنس أو كراهة للسواد، فقد كان شأن العبيد كشأن كل صعلوك وضيع النسب قليل العضد غير محسوب له حساب في شريعة الثأر والدية، وكان العبيد أسوأ حالا من وضعاء النسب؛ لأنهم لا ينسبون إلى أحد معروف، ولا يردع الظالم عن ظلمهم شرع ولا عرف ولا عقيدة، فكانوا ضحايا الظلم والتفرقة في المنازل والأقدار، وكان خلاصهم كله في عقيدة تنكر الظلم لأنه قسوة كما تنكره لأنه ينقض شريعة المساواة.
وقد تكفل الإسلام بهذا الخلاص من جانبيه، لأنه ينكر ظلم القسوة، وينكر ظلم الإجحاف والمحاباة.
فحق له أن يلبي دعوته، وأن يدعو إليه.
الرق في الإسلام
كان الإيمان بالروح أول خطوة صحيحة في طريق الحرية الإنسانية أو طريق الحكومة الديمقراطية كما نسميها اليوم.
لأن الإيمان بالروح يعلم الإنسان التبعة وأن
كل نفس بما كسبت رهينة [المدثر: 38]، وهذا هو أساس التكاليف والحقوق.
ولأنه يوحي إلى العقل عقيدة المساواة بين جميع الناس أمام الله وأمام شريعة الله.
ناپیژندل شوی مخ