دعایه ته لاره مؤمنینو ته
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
ژانرونه
ومن أمثلة الجمود والغلو في حب القديم والتحيز إلى مذهب ( ليس في الإمكان أبدع مما كان ) ما روي أن أحد الهنود الذين يحرمون قتل الحيوان وأكله ، قد باحثه عالم ألماني وأراه بالعيان نقطة من الماء الذي يشربه تحت المنظار ( المكبرة ) ، فتخيلها لكبرها غديرا من الماء ، قد اكتظ بالهوام السابحة فيه ، فلم يقتنع الهندي بما رآه بعينه وسخر بقول هذا العالم وكسر المنظار إصرارا على الباطل وعنادا للحق اه ومن الجمود ما يعتقده السذج أن لبس الخلق من الورع وتغييرها بالنظفة والكي مثلا أو التبييض بدعة ، والحال أن الدين يأمر بالنظافة ومنها وظائف الطهارة للعبادات وقال عليه - الصلاة والسلام- ( النظافة من الإيمان ) سئل أحد هؤلاء عن فن الجغرافية فأجاب بسخرية لا حاجة إليه أو لا منفعة فيه فإذا كنت تريد السفر إلى قارة مثلا فاحمل صرة من المال حتى إذا جئت إلى ربان الباخرة فسلم له الصرة واطلب منه أن يوصلك إلى أي جهة شئت .
انظر إلى هذا الجمود الغريب ، يأمر الإنسان أن يكون كالأنعام أو كالبضاعة ترفع وتوضع بإرادة الربان كأنه لا يملك عقلا ولا إرادة ، وهذا المسؤول ينعت نفسه بمنار الدين وقدوة الصالحين إلى أمثالها من الألقاب الفخمة .
قل لمن يدعي سليمى سفاها لست منها ولا قلامة ظفر
وإنا إذا نظرنا نظرة عامة نجد علة الجمود من أكبر العوامل للأيدي السيئة الخفية العاملة لتقويض مميزات الأقوام وطمس معالمها ومقاومة العلوم النافعة الناهضة بالأمة من وهدة الوقوع كي يتسنى لها ازدهارها وتسخيرها آلة لمشيئتها ، ولم تخف عنا قرائنها التي كادت تلمس باليد ، ولكن النفوس الموبوءة ربما لا تشعر بها وهي مسخرة لها { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار } ( إبراهيم / 42)
الكلام على تضليل العاملين لاسعاد القوم
هل أتاك نبأ الذي نغلت صدره الآثام ، وأثارت حفيظته منه باطن الأسقام ، ذلك الذي نادى بضلال الذين يطاردون الأمية والجمود ، وأبوا الإغضاء عن إجرام ذوي الجحود .. ذلك ما وقفت عليه من أول كتابنا من جميل السيرة ، ونشر الفنون وتنوير الفكرة الخامدة وتغذية عقول الشبيبة بها لتكون ركن المستقبل في الدين والحياة ، والدعاية إلى الله وإحياء الحنيفية السمحاء ومحجة الإسلام البيضاء .
مخ ۹۴