دعایه ته لاره مؤمنینو ته
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
ژانرونه
فهناك من يرفع البليد بحسن تعليمه ويقدمه إلى صفوف الأذكياء ويأخذ بأيدي الطلاب إلى أسمى مراتب العلم وأقصى وجوه النظر من أقرب الطرق بدون تعب يذكر ، وهناك من يحط من قدر الأذكياء حتى يذهب ما ينتظر منهم ويضيع حسن استعدادهم ، ويكون كالعلة التي تلحق الحيوان أو النبات في أول نشأته فتعوق نموه وتورثه الذبول .
المتعلم يكون أول أمره عاجزا عن تعلم أصغر الجمل وأظهرها إلا على سبيل الإجمال والتقريب بالعبارات الصريحة والإشارات الحسية ثم لا يزال الاستعداد يتدرج فيه قليلا قليلا بمعاودة النظر في قواعد العلم وتكررها عليه والانتقال فيها من التقريب والإجمال إلى الشرح والتفصيل ، ثم إلى الإحاطة والاستيعاب حتى يتم ويكمل الاستعداد ، فمتى حصلت للتلميذ ملكة في علم من العلوم رغبت نفسه وتشوقت إلى الاستزادة منه وتوسيع ملكته فيه ، ثم لايزال ينتقل فيه تدريجا حتى يصل الغاية ويصير فيه إماما ، بخلاف ما إذا خلط عليه من أول الأمر عجزت نفسه عنه وذهبت زهرة عمره بدون جدوى ، لهذا كان أغلب المتعلمين ينقطعون عن العلم عندما يرون عدم التحصيل ، فكان فساد التعليم جناية على مواهب كثير فعاقتها عن إبراز آثارها والانتفاع بها .
فالتعليم النظامي العصري جميل سريع مع نمو مواهب التلميذ تدريجيا ، فكان كالمذكى لها إذا كان بيد المخلصين الأمناء ، وإنكار حسن التعليم الآن وترقيه من قبيل انكار المحسوس وذمه ، من ( المفتون ) ضفاطة(1) وخطل .
الكلام على الفصاحة والبلاغة وتأثيرهما
مخ ۷۶