وأما ما يزعمه أهل مذهب النشوء والارتقاء فكلام سخيف ساقط صار الآن بين العقلاء ضحكة وهزءا ، وكذا القائلون بمذهب الاشتقاق . وليس كتابنا محل البسط فكل هذه لا تحوم حول أهل القرآن إلا من أضله الله ( ومن يضلل الله فلا هادي له )فالمسلم يعتقد اعتقادا جازما أن الطبيعة مسخرة لله، لا تعمل بنفسها استقلالا، بل التأثير لمن فطرها ( والشمس والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )
وأنه سبحانه قدر نجاح المسببات بتعاطي الأسباب، فهذا هو السر في ازدياد إيمان المؤمن ورسوخه لأنه كلما تجلت له لطيفة تيقن أنها من دقائق صنع الله الذي أتقن كل شيء سبحانه هو الواحد القهار.
ومن الناس من يبحث في عالم الطبيعيات، وعجائب الحيوانات والنباتات، والخوض في علم التشريح فرأوا فيها من عجائب صنع الله وبدائع حكمته ما اضطروا معه إلىالاعتراف بالقادر الحكيم المطلع على غايات الأمور.
وقد أعرب لي أحد أصدقائنا من العلماء الأجلاء بالقاهرة أنه ما عرف الله من نفسه ورسخ إيمانه إلا عند بحثه في النبات وإدراكه عجائب ما أودع الله فيه من بدائع حكمتة { وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون } ( الذاريات /21،20)
الكلام في الفنون الحديثة (1)
لا خفاء في أن العلوم نوعان مقاصد ووسائل كما تنقسم إلى فرض عين وفرض كفاية وأن قوله - صلى الله عليه وسلم - :( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) شامل للفرضين والنوعين وأن أل في العلم للجنس كما أثبته المحققون ولا وجه للتخصيص بعلوم الدين .
مخ ۲۷