من تآليفه هذا الكتاب المشتمل على ثلاثة أجزاء الجامع لفلسفة الأخلاق والفنون الشرعية بأسلوب فائق وترتيب رائق مع الاختصار غير المخل ، وهو من أهم الكتب في تربية النفس وتحليتها بالكمالات الإنسانية وتطهيرها من الرذائل وقبائح الأخلاق ، وله القواعد في التوحيد والفقه وشيء من الحقوق ، وهو من أنفس الكتب المعتمدة عند أصحابنا ، وله ( كتاب الفرائض والحساب والجبر ، وكتاب المناسك وغيرها ، وكان -رضي الله عنه- مشهورا بالفضل والورع والتقى والجد والاجتهاد ، يتبين للمطلع من غضون عباراته مقدار نبوغه وغوصه في علوم الآداب وعلوم الدين وتأثيرها الدال على إخلاصه ، وبالجملة كان من رجال العلم والعمل الذين تجاب إليهم الأقطار وتشد إليهم الرحال ،توفي- رحمه الله -في جزيرة جربة وروضته معروفه تزار وتلتمس فيها الإجابة .
(2) لو تاملت أيها القارئ الكريم كيف تنجز من هذا الفن الفوائد العظيمة ، التي ارتقى بها فن الطب في هذه العصور وع فن الكيمياء الذي هو فن تحليل الأجسام واستخراج منافعها ومعرفة مضارها حتى أصبحت طريقة مقاومة الأمراض - إلا نادرا - من الميسور على البشر ، والطب من أهم العلوم وأقواها نفعا تتبارى فيه الشعوب المتمدنة ، فكم رفع هذا الف العظيم عن النسان مضض الالام ونكبات الأسقام فأصبح في نعمة الصحة يرفل في برد العافية، قائما بجميع الواجبات الدينية والدنيوية ، بعد ما كان إذا أصيب بألم لازمه لفقدان علم الطب ، وربما لاينفك عنه إلى أن يفارق الحياة ، ضحية الجهل .
وعلى هذه الطريقة تدريس فن الطبيعة في المدارس النظامية كما نبينه في موضعه . وقسم العلامة نور الدين السالمي (1)- رحمه الله- في (شرح المشارق ) الفنون باعتبار الأحكام الخمسة، فقال : فمنها مختلف في إباحته وعدمها .
مخ ۱۷