دعایه ته لاره مؤمنینو ته
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
ژانرونه
وعلى الوجه الثاني فلا بد من الإضمار ، والتقدير فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة وأقامت أخرى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليتفقه المقيمون في الدين ولينذروا قومهم النافرين إذا رجعوا إليهم من الجهاد .
وعلى كلا الوجهين تفيد الآية توزيع العمل بين المسلمين ؛ ليستقيم الأمر ويحصل لهم الهم الفوز في كل موطن ، ويجمعوا بين العلم والعمل ، والفقه في الآية يشمل علوم الشرع كلها من التفسير والحديث وأصول الدين وأصول الفقه ومقدمات كل من ذلك وغاياتها بحسب الإمكان النوعي أو الشخصي ، وفي قوله : ( ولينذروا قومهم ) إشارة إلى أن الغرض الأصلي من التعليم هو التخويف من عذاب الله، والإرشاد إلى سبل السعادة ، لا ما يستبق إليه علماء السوء من الأغراض الدنيئة والأعمال الذميمة وإفساد القلوب .
وكان هؤلاء في الوقت الحاضر يرون أنفسهم غير مطالبين بالواجبات العامة ، وإنما خلقوا للشهوات والإضرار بغيرهم ، ولا عليهم في مصائبنا الحاضرة وغوائل اليوم وما ينتاب الأمة من الأرزاء وأليم العذاب .
فاذا أمعنت النظر في أقوال المفسرين على الآية الكريمة وجدتها تفيد أمورا :
أولا - العمل بخبر الآحاد إذ لفظ الطائفة يصح إطلاقه على الواحد .
ثانيا _ الأمر بالسفر إلى العلم وتشير إلى مزاياه الجسيمة التي لا تحصر بصيغة التحضيض الدالة على النهي عن التخلف .
ثالثا _ الأمر بتوزيع الأعمال العامة بين المسلمين ، إذ نهت أولا عن النفير الكلي إلى الجهاد ، وأمرت ثانيا بالخروج إلى كسب العلم وبالتوزيع ينتظم شمل الأمة ونكون جامعة للكمال الديني والدنيوي فتصبح في عز باذخ ووارف الحرية .
رابعا _ تفيد أن ما يعود على الدين بالتأييد تفقه فيه بناء على جعل النفير بمعنى الخروج إلى الجهاد .
خامسا _ تفيد جواز طلب العلم ، للقيام بأود الإسلام والمسلمين بالوعظ والإرشاد والتخويف من عذاب الله ولا ينافي ذلك الإخلاص .
مخ ۱۰۹