113

سيرانو دي برجراک

سيرانو دي برجراك

ژانرونه

لتبدأ فرقة الموسيقى عزف دور المسير. (يتألف موكب بديع ينضم ضاربو الكمان إليه، وينتزعون الشموع التي تضيء جوانب المسرح ليتخذوا منها مشاعل في الطريق وأنواره.)

سيرانو : (يتقدم الضباط والجنود، تتلوهم النساء أترابا، في أرديتهم، وثياب تمثيلهم أسرابا، وعلى عشرين خطوة من ورائهن)

سأمشي أنا بمفردي، تحت هذه الريشة التي زان المجد بها قبعتي، فخورا معتزا بشجاعتي وكرامتي، ولكن حذار أن يتقدم أحد لمعونتي ... والآن هلموا، واحد، اثنان، ثلاثة، يا حارس! افتح الأبواب. (وهنا تلوح باريس للعيان في سر الليل الرهيب، وهي تمتد وتتباعد، تحت ضياء القمر.)

سيرانو :

ها هي ذي باريس قد لفها الليل بسواد ردائه، وها هو ذا القمر يسيل لجين ضيائه على منحدر السقوف الزرقاء، فما أنسبه لمعركة الليل زينة، وما أجمله لصورتها إطارا، بل ها هو ذا نهر السين كالمرأة الساحرة يرعش ويضطرب تحت وشاح من البخار، وما هي إلا لحظة حتى تشاهدوا ما أنتم مشاهدوه ...

الجميع :

إلى باب نل ... إلى باب نل ...

سيرانو (على عتبة الباب صارخا) :

نعم إلى باب نل، إلى الممثلة التي كانت منذ لحظة تسأل عن سر تألب مائة رجل على رجل، ألم تسألي يا فتاة: ما الذي جمع مائة رجل على واحد بمفرده؟ (يستل سيفه)

السر يا حسناء أنهم عرفوا أن ذلك الرجل صاحبي، ولعنة الله على من يخذل صاحبه ... (ينطلق منصرفا، يجري لينيير في أثره مترنحا متعثرا، يتبعه الجمع من الضباط، والجنود، والممثلين، والممثلات بينما راحت الموسيقى تدق أعذب النغمات، والليل رهيب، والمشاعل ترسل ظلالا متراقصة.)

ناپیژندل شوی مخ