290

عیون التفاسیر للفضلاء السماسیر للسیواسی

عيون التفاسير للفضلاء السماسير للسيواسي

ژانرونه

[سورة الأنعام (6): آية 27]

ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين (27)

(ولو ترى) يا محمد (إذ وقفوا) أي حبسوا أو عرضوا (على النار) لرأيت أمرا عظيما، قيل: وقف «1» جميع الناس على متن جهنم «2»، ثم ينادي مناد خذي أصحابك ودعي أصحابي (فقالوا) أي أصحاب النار (يا ليتنا نرد) أي نرجع إلى الدنيا (ولا نكذب بآيات ربنا) أي بالقرآن (ونكون من المؤمنين) [27] بمحمد عليه السلام بنصب الفعلين في جواب التمني باضمار «أن» بعد الواو والفاء، وبرفعهما «3» على معنى الخبر عن المبتدأ، أي ونحن «4» لا نكذب ونكون، وبرفع الأول إخبارا ونصب الثاني تمنيا، المعنى: لو رددنا لم نكذب ونكن من المؤمنين.

[سورة الأنعام (6): الآيات 28 الى 29]

بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون (28) وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين (29)

ثم أضرب تعالى عن تمنيهم ردا عليهم فقال (بل بدا) أي ظهر (لهم ما كانوا يخفون) من الناس من أعمالهم القبيحة ونفاقهم (من قبل) أي في الدنيا بألسنتهم يوم القيامة بشهادة جوارحهم بالشرك والمعاصي، فحينئذ يتمنون الرجعة إلى الدنيا (ولو ردوا) إلى الدنيا فرضا (لعادوا) أي لرجعوا (لما نهوا عنه) من الكفر والمعاصي (وإنهم لكاذبون) [28] في قولهم لم نكذب ولم نكن من المشركين «5»، قيل: المتمني لا يكون كاذبا فكيف قال «وإنهم لكاذبون»، أجيب بأن هذا التمني قد تضمن معنى الوعد للإيمان، فجاز أن يتعلق به الكذب «6» وهذا كما ترى إنسانا في الدنيا أصابه مرض أو حبس فأخلص بالتوبة لله ووعد الإحسان إلى الفقراء، ثم إذا برئ من المرض أو أطلق من الحبس رجع إلى حاله الأول «7»، وعطف عليه قوله (وقالوا) على «لكاذبون»، أي وإنهم الذين قالوا (إن هي) أي ما الحيوة (إلا حياتنا الدنيا) فتنقضي آجالنا فنموت (وما نحن بمبعوثين) [29] بعد الموت.

[سورة الأنعام (6): آية 30]

ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (30)

فبين الله تعالى حالهم يومئذ بقوله (ولو ترى) يا محمد «8» (إذ وقفوا) أي عرضوا (على ربهم) للحساب والجزاء فيومئذ (قال) لهم الله (أليس هذا) أي البعث والجزاء (بالحق) أي بالصدق (قالوا) أي الكفار مقرين ومقسمين (بلى) البعث حق «9» (وربنا) في وقت لا ينفعهم الإقرار والقسم (قال) تعالى (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) [30] أي يجحدون البعث.

[سورة الأنعام (6): آية 31]

قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون (31)

فقال تعالى (قد خسر) أي غبن (الذين كذبوا بلقاء الله) أي بالبعث حين اختاروا العذاب على الثواب بالجحد في الدنيا (حتى إذا جاءتهم الساعة) أي القيامة (بغتة) أي فجأة، و«حتى» غاية ل «كذبوا» لا ل «خسروا»، إذ لا غاية لخسرانهم (قالوا يا حسرتنا) أي ينادون حسرتهم لتفريطهم في الدنيا، وهي شدة الندامة قائلين يا شدة ندامتنا (على ما فرطنا فيها) أي قصرنا في العمل بما أمرنا الله به في الدنيا، وقيل: المراد من «الساعة» الموت فتحسرهم يكون عند موتهم، وسمي بها، لأنه من مقدماتها «10» (وهم يحملون أوزارهم) أي

مخ ۱۱