عیون التفاسیر للفضلاء السماسیر للسیواسی
عيون التفاسير للفضلاء السماسير للسيواسي
ژانرونه
وهو مثل في القلة، ولم يعمل إذن في «لا يؤمنون» لأجل فاء العطف، والنون فيها أصل وليس بتنوين ولذا يكتب بصورة النون.
[سورة النساء (4): آية 54]
أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما (54)
قوله (أم يحسدون الناس) «أم» فيه كأم في «أم لهم»، يعني بمعنى بل والهمزة لإنكار الحسد واستقباحه، أي أيحسد «1» اليهود العرب والنبي عليه السلام (على ما آتاهم الله من فضله) أي على النبوة والإسلام والتقدم عليهم وازدياد النصرة والعزة كل يوم وكثرة التزوج (فقد آتينا آل إبراهيم) أي داود وسليمان عليهما السلام (الكتاب) المنزل عليهما من السماء (والحكمة) أي النبوة والعلم (وآتيناهم ملكا عظيما) [54] فكان ليوسف ملك مصر، ولداود ملكا عظيما، وتحته مائة امرأة، ولسليمان بن داود ملكا أعظم، وتحته ثلثمائة مهيرة «2» بالنكاح الشرعي وسبعمائة سرية «3»، ولم يكن لمحمد عليه السلام إلا تسع نسوة، فكما لم يمنع آل إبراهيم النبوة عن كثرة التزوج بالنساء لم يمنع محمدا عليه السلام عن كثرة التزوج أيضا مع أن فيه قوة أربعين نبيا، وهذا إلزام لهم بما عرفوه، قيل: إن من كان أتقى كان شهوته أشد «4»، وقيل أيضا: «كل شهوة تقسي القلب إلا الجماع الحلال، فانه يصفي القلب ولذا فعل الأنبياء كثرة التزوج والجماع» «5».
مخ ۲۱۸