مجموعة الرسائل والمسائل النجدية لبعض علماء نجد الأعلام (الجزء الثالث)

عبد اللطيف آل الشيخ d. 1293 AH
64

مجموعة الرسائل والمسائل النجدية لبعض علماء نجد الأعلام (الجزء الثالث)

مجموعة الرسائل والمسائل النجدية لبعض علماء نجد الأعلام (الجزء الثالث)

پوهندوی

حسين محمد بوا

خپرندوی

مكتبة الرشد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

فتاوی
المبحث الرابع نشأته العلمية ورحلاته نشأ ﵀ في بلدته الدرعية مسقط رأسه وعاصمة الدعوة السلفية؛ فقرأ فيها القرآن وحفظه، وتعلم دروسه الأولى، في الكتاتيب المنتشرة في تلك البلدة؛ وربي فيها تربية إسلامية كريمة، في بيت والده وأعمامه، إلى أن بلغ ثمان سنين (١) . وقد كانت الدرعية حينذاك تعج بحركة العلم والعلماء؛ كما وصفها القحطاني: "أنها كانت كعبة العلم، وموطن الدعوة، ومعهد علماء السلف، وعاصمة الجزيرة العربية" (٢) . ووصفها الشيخ عبد الله البسام بقوله: " ... إن الدرعية الزاخرة بالعلم، والساطعة بالإيمان، والمشرقة بالدين، والآهلة بالعلماء، ... أصيبت بالنكبة ... " (٣) . فهو ﵀ بعد بلوغه سن التمييز، حصل له رحلة إجبارية، لم تكن في حسبانه، إذ إنه وهو في ذلك العمر المبكر –مع ما كانت تمتاز به بلدة الدرعية من نشاطات علمية واسعة- لم يكن قد حان له وقت ليخرج في طلب العلم. وهكذا توالت رحلاته كما نعرضها لها هنا كالآتي: أولًا رحلته إلى مصر، سنة (١٢٣٣هـ):- عندما بلغ الشيخ –﵀ الثامنة من عمره، حلّت ببلدته الدرعية كارثة كبرى، ومصيبة عظمى، وهي النكبة العثمانية الهمجية العدائية، حيث دمرت بأيدي

(١) الدرر السنية، ١٢/٦٦. وانظر: الأعلام، للزركلي، ٤/١٨٢. مقدمة الرسائل المفيدة، بقلم عبد الرحمن بن سليمان الرويشد، ص١١. (٢) المرجع السابق، الدرر، ١٢/٦٠. (٣) علماء نجد خلال ستة قرون، ١/٦٣.

1 / 74