كانت تسيل على إبراهيم من القصيم والمدينة المنورة والبصرة ومصر (١) .
ثم صمم على مهاجمة الدرعية، فوالى الهجوم والتخريب وإطلاق القنابل والرصاص، فهدم المساكن والمساجد؛ فأسرع أهلها إلى أميرهم عبد الله، طالبين منه الخلاص مما هم فيه، فاضطر إلى الخروج إبراهيم باشا، ويسلمه نفسه بلا قيد ولا شرط، وذلك في الثامن من ذي الحجة سنة (١٢٣٣هـ) . فأظهر له الإكرام، وبعثه مع أربعمائة من رجاله إلى والده بمصره، وبالغ محمد علي في إكرامه -نفاقًا- ثم أرسله إلى الأستانة ومعه بعض رجاله، حيث أمر الباب العالي بقتله، فطوف بالأسواق مقيدًا ليرى الترك رئيس الوهابية (٢) الذي يعدونه خارجًا على الإسلام، ثم قتل في ميدان أيا (١) صقر الجزيرة، ١/٦٤.
_________
(٢) الوهابية: اسم يطلقه المبتدعون، أعداء الدعوة السلفية والمناوئون لها، على دعوة شيخ الإسلام مجدد الملة، الإمام محمد بن عبد الوهاب ﵀، كما يسمون المناصرين لدعوته والآخذين بها (وهابيين) . قال مسعود الندوي ﵀: "إن من أبرز الأكاذيب على دعوة شيخ الإسلام، تسميتها بالوهابية، ولكن أصحاب المطامع حاولوا من هذه التسمية أن يثبتوا أنها دين خارج عن الإسلام. واتحد الإنجليز والأتراك والمصريون فجعلوها شبحًا مخيفًا، بحيث كلما قامت أي حركة إسلامية في العالم الإسلامي ... ورأى الأوربيون فيها خطرًا على مصالحهم، ربطوا حبالها بالوهابية النجدية ... ". محمد بن عبد الوهاب، مصلح مظلوم ومفترى عليه، لمسعود الندوي، تعريب: عبد العليم، ص٩٩.
وانظر: تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية، د. محمد بن سعد الشويعر، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع الرياض ط/٢، ١٤١٣هـ، ١٩٩٣، ص٧٤.
وقد ردّ العلامة أبو المعالي الآلوسي على هذه التسمية، عند رده على النبهاني -أحد الحاقدين على الدعوة السلفية، والقائلين بهذه النسبة- وبيّن خطأه بأن من وافق محمد بن عبد الوهاب، ينسب إلى اسمه فيقال: محمدية، لا إلى اسم أبيه، كما فعل هذا الجاهل بالعربية. أو رأى أنه لو راعى القواعد فسماهم محمدية، غص هو وأعداء الحق، لأن ذلك يشعر بكونهم أتباع محمد بن عبد الله.
انظر ردود الآلوسي في: الآية الكبرى على ضلال النبهاني في رائيته الصغرى، لأبي المعالي محمود شكري الآلوسي، (مخطوط) بمكتبة جامعة الملك سعود، تحت رقم (٨٧٢١/٢) . رقم ميكروفيلم (١٤٠٠/م) لوحه ٢/أ-ب. تاريخ نجد، للسيد محمود شكري الآلوسي، تحقيق محمد بهجة الأثري، المطبعة السلفية بمصر، القاهرة، ١٣٤٣هـ، ص١٠٦.
1 / 33