بسم الله الرحمن الرحيم حدث أبو الحسين أحمد بن الحسين العطار قال حدثني أبو جعفر محمد ابن يعقوب الكليني صاحب كتاب (الكافي) قال حدثني على ابن إبراهيم ابن هاشم عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن رزين القلا عن الفضل بن يسار عن الباقر عن أبيه عن جده الحسين بن علي (ع) قال لما رجع أمير المؤمنين (ع) من قتال أهل النهروان أخذ على النهروانات واعمال العراق ولم يكن يومئذ بنيت بغداد فلما وافى ناحية براثا صلى بالناس الظهر ورحلوا ودخلوا في ارض بابل وقد وجبت صلاة العصر فصاح المسلمون يا أمير المؤمنين هذا وقت العصر قد دخل فقال أمير المؤمنين (ع) هذه ارض مخسوف بها وقد خسف الله بها ثلاثا وعليه تمام الرابعة ولا تحل لوصي ان يصلي فيها ومن أراد منكم ان يصلي فليصل، فقال المنافقون نعم هو لا يصلي ويقتل من يصلي يعنون ان أهل النهروان، فقال جويرية بن مسهر العبدي فتبعته في مأة فارس وقلت والله لا أصلي أو يصلي هو ولا قلدته صلاتي اليوم قال وسار أمير المؤمنين (ع) إلى أن اقطع ارض بابل وتدلت
مخ ۱
الشمس للغروب ثم غابت واحمر الأفق قال فالتفت إلي أمير المؤمنين (ع) وقال يا جويرية هات الماء قال فقدمت إليه الإداوة فتوضئ ثم قال اذن يا جويرية فقلت يا أمير المؤمنين ما وجب العشاء بعد فقال (ع) اذن للعصر فقلت في نفسي اذن للعصر وقد غربت الشمس ولكن علي الطاعة فاذنت فقال أقم ففعلت وإذا انا في الإقامة إذ تحركت شفتاه بكلام كأنه منطق الخطاطيف لم افهم ما هو فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر فقام (ع) وكبر وصلى فصلينا ورائه فلما فرغ من وقعت كأنها سراج في طست وغابت واشتبكت النجوم فالتفت إلي وقال اذن اذان العشاء يا ضعيف اليقين روي أن الشمس ردت عليه في حياة رسول الله (ص) بمكة وقد كان رسول الله (ص) موعوكا فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين (ع) وحضر وقت العصر فلم يبرح من مكانه وموضعه حنى استيقظ فقال (ص) الله ان عليا (ع) كان في طاعتك فرد عليه الشمس ليصلي العصر فردها الله عليه بيضاء حتى صلى ثم غربت، وقال في ذلك السيد الحميري رضي الله عنه في قصيدته المعروفة بالمذهبة خير البرية بعد احمد من له * مني الولاء والى بنيه تطربي امسى وأصبح معصما مني له * يهوى وحبل هداية لم تقصب ردت عليه الشمس لما فاته * وقت الصلاة وقد دنت للمغرب حاى تبلج نورها في وقتها * للعصر ثم هوت هوى الكوكب
مخ ۲
وعليه قد ردت ببابل مرة * أخرى وما ردت لخلق معرب إلى ليوشع أوله ولحبسها * ولردها تأويل أمر معجب وحدثني أبو علي أحمد بن زيد بن دارا رحمه الله قال حدثني بالبصرة أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جمعة القمي رحمه الله قال حدثني أبو عبد الله تحمد بن محمد بن أيوب بالاسناد إلى رسول الله (ص) أنه قال حضر يوما عند أصحابه فقالوا له يا رسول الله ان الله اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وكان عيسى بن مريم يحيي الموتى فما صنع بك ربك فقال (ص) إن كان سبحانه اتخذ إبراهيم خليلا فقد اتخذني حبيبا وإن كان كلم موسى من وراء حجاب فقد رأيت جلال ربي وكلمني مشافهة وإن كان عيسى يحيي الموتى بإذن الله فإن شئتم أحييت لكم موتاكم بإذن الله فقالوا لقد شئنا فأرسل معهم أمير المؤمنين (ع) بعد أن رداءه ببردة له يقال لها المستجاب وجعل طرفيه على كتفيه ورأسه ثم امره ان يقدمهم إلى المقابر وأمرهم باتباعه فاتبعوه فلما توسط الجبانة سلم على أهل القبور ودعا وتكلم بكلام لم يفهموه فاضطربت الأرض ومادت وارتجت فتداخلهم ذعر شديد فقالوا حسبك يا أبا الحسن أقلنا أقالك الله فامسك عن استتمام كلامه ودعائه ورجع إلى رسول الله (ص) فقلوا له أقلنا فقال لهم إنما رددتم على الله لا أقالكم الله يوم القيامة
مخ ۳
ذكر رد الشمس وكلامها لأمير المؤمنين عليه السلام وهو مشهور وحدثني ابن عياش الجوهري قال حدثني أبو طالب عبد الله بن محمد الأنباري قال حدثني أبو الحسين محمد بن زيد التستري قال حدثني أبو سمية محمد بن علي الصيرفي قال حدثني إبراهيم بن عمر اليماني عن حماد بن عيسى الجهني المعروف بغريق الجحفة قال حدثني عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت أبا ذر جندب بن جنادة الغفاري قال رأيت السيد محمد (ص) وقد قال لأمير المؤمنين (ع) ذات ليلة إذا كان غدا اقصد إلى جبال البقيع وقف على نشز من الأرض فإذا بزغت الشمس فسلم عليها فان الله تعالى قد أمرها ان تجيبك بما فيك فلما كان من الغد خرج أمير المؤمنين ومعه أبو بكر وعمر وجماعة من المهاجرين والأنصار حتى وافى البقيع ووقف على نشز من الأرض فلما اطلعت الشمع قرينها قال (ع) السلام عليك يا خلق الله الجديد المطيع له فسمعوا دويا من السماء وجواب قائل يقول وعليك السلام يا أول ويا اخر يا ظاهر يا باطن يامن هو بكل شئ عليم فلما سمع أبو بكر وعمر والمهاجرين والأنصار
مخ ۴
كلام الشمس صعقوا ثم أفاقوا بعد ساعات وقد انصرف أمير المؤمنين عن المكان فوافوا رسول الله (ص) من الجماعة وقالوا أنت تقول ان عليا بشر مثلنا وقد خاطبته الشمس بما خاطب به الباري نفسه فقال النبي (ص) وما سمعتموه منها فقالوا سمعناها تقول يا اخر قال صدقت هو اخر الناس عهدا بي يغسلني ويكفنني ويدخلني قبري فقالوا سمعناها تقول يا ظاهر قال صدقت علمي كامله فقالوا سمعناها تقول يا باطن قال صدقت بطن سري كله قالوا سمعناها تقول يا من هو بكل شئ عليم قال صدقت هو العالم بالحلال والحرام والفرائض والسنن وما شاكل ذلك فقاموا كلهم وقالوا لقد أوقعنا محمد (ص) في طخياء وخرجوا من باب المسجد وقال في ذلك أبو محمد العوني شعرا امامي كليم الشمس راجعها وقد * خبا قرصها إذ صوت الرجفوان (1) وقال في أخرى امامي كليم الشمس راجع نورها * فهل لكليم الشمس في القوم من مثلي (ذكر الجام) في رواية العامة وعن الخاصة إبراهيم بن الحسين الهمداني قال حدثنا عبد الغفار بن القاسم عن جعفر الصادق عن أبيه (ع) برفعه إلى
مخ ۵
أمير المؤمنين (ع) ان جبرئيل (ع) نزل على النبي (ص) بجام من الجنة فيه فاكهة كثيرة من فواكه الجنة فدفعه إلى النبي (ص) فسبح الجام وكبر وهلل في يده ثم دفعه إلى أبي بكر فسكت الجام ثم دفعه إلى عمر فسكت الجام ثم دفعه إلى أمير المؤمنين (ع) فسبح الجام وهلل وكبر في يده ثم قال الجام اني ان لا أتكلم الا في يد نبي أو وصي وفي رواية أخرى من كتاب الأنوار بان لجام من كف النبي (ص) عرج إلى السماء وهو يقول بلسان فصيح سمعه كل أحد (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وفي ذلك قال العوني رضي الله عنه شعرا علي كليم الجام إذ جائه به * كريمان في الاملاك مصطفيان وقال أيضا امامي كليم الجام والجام بعده * فهل لكليم الجام والجام من مثلي حدثنا حماد عن إبراهيم عن أبي عبد الله الصادق (ع) عن أبيه عن جده (ع) قال اعطى الله تعالى أمير المؤمنين حياة طيبة بكرامات أدلة وبراهين ومعجزاته وقوة ايمانه ويقين علمه وعمله وفضله على جميع خلقه بعد النبي (ص) ولما أنفذه النبي (ص) لفتح خيبر قلع بابه بيمينه وقذف به أربعين ذراعا ثم دخل الخندق وحمل الباب على رأسه حتى عبر جيوش المسلمين عليه فأتحفه الله تعالى يومئذ بأترجة من أترج الجنة في وسط الأترجة فرندة عليها مكتوب (اسم الله تعالى واسم نبيه محمد (ص)
مخ ۶
واسم وصيه علي بن أبي طالب (ع) فلما فرغ من فتح خيبر قال والله ما قلعت باب خيبر وقذفت به ورائي أربعين ذراعا لم تحس أعضائي، بقوة جسدية وحركة غريزية بشرية ولكني أيدت بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها مضيئة وانا من احمد (ص) كالضوء من الضوء لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت ولو أردت ان انتهز فرصة من رقابها لما بقيت ولم يبال مني حتفه عليه ساقط كان جنانه في الملمات رابط (كلام الثعبان وهو خبر مشهور) بالاسناد يرفعه إلى الصادق (ع) عن أبيه عن ابائه (ع) قال كان أمير المؤمنين (ع) يخطب في يوم الجمعة على منبر الكوفة إذ سمع وجية عدو الرجال يتواقعون بعضهم على بعض قال لهم مالكم قالوا يا أمير المؤمنين ثعبان عظيم قد دخل ونفزع منه ونريد ان نقتله فقال (ع) لا يقربنه أحد منكم فطرقوا له فإنه رسول جاء في حاجة فطرقوا له فما زال يتخلل الصفوف حتى صعد المنبر فوضع فمه في اذن أمير المؤمنين (ع) فنق في اذنيه نقيقا وتطاول أمير المؤمنين (ع) يحرك رأسه ثم نق أمير المؤمنين مثل نقيقه فنزل عن المنبر فانساب بين الجماعة فالتفتوا فلم يروه فقالوا يا أمير المؤمنين وما هذا الثعبان فقال هذا الذرجان بن مالك خليفتي على الجن المسلمين وذلك انهم اختلفوا في أشياء وانفذوه إلي فجاء سألني عنها فأخبرته بجواب مسائله فرجع
مخ ۷
(حديث البساط وأصحاب الكهف) وحدثني أبو علي يرفعه إلى الصادق (ع) عن أبيه عن ابائه (ع) قال جرى بحضرة السيد محمد (ص) ذكر سليمان بن داود (ع) والبساط وحديث أصحاب الكهف وانهم موتى أو غير موتى فقال (ص) من أحب منكم ان ينظر باب الكهف ويسلم عليهم فقال أبو بكر وعمر وعثمان نحن يا رسول الله فصاح (ص) يا درجان بن مالك وإذا بشاب قد دخل بثياب عطرة فقال له النبي (ص) ائتنا ببساط سليمان (ع) فذهب ووافى بعد لحظة ومعه بساط طوله أربعون في أربعين من الشعر الأبيض فألقاه في صحن المسجد وغاب فقال النبي (ص) لبلال وثومان مولييه اخرجا هذا البساط إلى باب المسجد وابسطاه ففعلا ذلك وقام (ص) وقال لأبي بكر وعمر وعثمان وأمير المؤمنين (ع) وسلمان قوموا وليقعد كل واحد منكم على طرف من البساط وليقعد أمير المؤمنين (ع) في وسطه ففعلوا ونادى يا منشية وإذا بريح دخلت تحت البساط فرفعته حتى وضعته بباب الكهف الذي فيه أصحاب الكهف فقال أمير المؤمنين (ع) لأبي بكر تقدم وسلم عليهم فإنك شيخ قريش فقال يا علي ما أقول فقال (ع) قل السلام عليكم أيتها الفتية الذين امنوا بربهم السلام عليكم يا نجباء الله في ارضه فتقدم أبو بكر إلى باب الكهف وهو مسدود فنادى بما قال له أمير المؤمنين (ع)
مخ ۸
ثلاث مرات فلم يجبه أحد فجاء وجلس فقال يا أمير المؤمنين ما أجابوني فقال أمير المؤمنين (ع) قم يا عمر ثم قل كما قاله صاحبك فقام وقال مثل قوله ثلاث مرات فلم يجب أحد مقالته فجاء وجلس قال أمير المؤمنين لعثمان قم أنت وقل مثل قولهما فقام وقال فلم يكلمه أحد فجاء وجلس فقال أمير المؤمنين (ع) لسلمان تقدم أنت وسلم عليهم فقام وتقدم فقال مثل مقالة الثلاثة وإذا بقائل يقول من داخل الكهف أنت عبد امتحن الله قلبك بالايمان وأنت من خير والى خير ولكنا أمرنا ان لا نرد الا على الأنبياء والأوصياء فجاء وجلس فقام أمير المؤمنين (ع) وقال السلام عليكم يا نجباء الله في ارضه الوافين بعهده نعم الفتية أنتم وإذا بأصوات جماعة وعليك السلام يا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين فاز والله من والاك وخاب من عاداك فقال أمير المؤمنين (ع) لم لا تجيبون أصحابي فقالوا يا أمير المؤمنين انا نحن احياء محجوبون عن الكلام ولا نجيب الا نبيا أو وصى نبي وعليك السلام وعلى الأوصياء من بعدك حتى يظهر الله الحق على أيديهم ثم سكتوا وامر أمير المؤمنين (ع) المنشية فحملت البساط ثم ردته إلى المدينة وهم عليه كما كانوا وأخبروا رسول الله (ص) بما جرى قال الله تعالى (إذ آوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا) وقال العوني شعرا كليم أهل الكهف إذ حل بهم * في ليلة المسح فسل عنه الخبر
مخ ۹
وقصة الثعبان إذ كلمه * وهو على المنبر والقوم زمر والأسد العابس إذ كلمه * معترفا بالفضل منه وأقر بأنه مستخلف الله على الأمة * والرحمن ما شاء قدر واذكر له يوم الفرات آية * أعجوبة معجزة ذات خطر لما علاه بالقضيب ثم قال * أسكن بمن سبع السماوات فطر فالتطمت أمواجه في قعره * وغاض ثلثاه وقد كان زخر وكم له من آية معجزة * يعرفها كل عليم مبتصر وفي كتاب الأنوار تأليف أبي علي الحسن بن همام حدث العباس ابن الفضل قال حدثني موسى بن عطية الأنصاري قال حدثنا حسان بن أحمد الأزرق عن أبي الأحوص عن أبيه عن عمار الساباطي قال قدم أمير المؤمنين (ع) المدائن فنزل بإيوان كسرى وكان معه ذلف ابن منجم كسرى فلما ظل الزوال فقال لذلف قم معي وكان معه جماعة من أهل ساباط فما زال يطوف في مساكن كسرى ويقول لذلف كان لكسرى هذا المكان لكذا وكذا فيقول هو والله كذلك فما زال على ذلك حتى طاف المواضع بجميع من كانوا معه وذلف يقول ومولاي كأنك وضعت الأشياء في هذه الأمكنة ثم نظر (ع) إلى جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه خذ هذه الجمجمة وكانت مطروحة وجاء (ع) إلى الإيوان وجلس فيه ودا بطست وصب فيه ماء وقال له دع هذه الجمجمة في الطست ثم قال (ع) أقسمت عليك يا جمجمة أخبريني من انا ومن أنت
مخ ۱۰
فنطقت الجمجمة بلسان فصيح فقالت اما أنت فأمير المؤمنين وسيد الوصيين وامام المتقين في الظاهر والباطن وأعظم من أن توصف واما انا فعبد الله وابن أمة الله كسرى انوشيروان فاصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهاليهم وأخبروهم بما كان وبما سمعوه من الجمجمة فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين (ع) وحضروه وقال بعضهم قد أفسد هؤلاء قلوبنا بما أخبروه عنك وقال بعضهم فيه عليه السلام مثل ما قال النصارى في المسيح ومثل ما قال عبد الله بن سبا وأصحابه فأحضرهم قال ما حملكم على ما قلتم قالوا سمعنا كلام الجمجمة النخرة ومخاطبتها إياك ولا يجوز ذلك الا لله تعالى فمن ذلك قلنا ما قلنا فقال (ع) ارجعوا عن كلامكم وتوبوا إلى الله فقالوا ما كنا نرجع عن قولنا فاصنع ما أنت صانع فامر (ع) ان تضرم لهم النار فحرقهم فلما احترقوا قال اسحقوهم وذروهم في الريح فسحقوهم وذروهم في الريح فلما كان اليوم الثالث من احراقهم دخل إليه أهل الساباط وقالوا الله الله في دين محمد ان الذين أحرقتهم بالنار قد رجعوا إلى منازلهم بأحسن ما كانوا فقال (ع) أليس قد أحرقتموهم بالنار وسحقتموهم وذريتموهم في الريح قالوا بلى قال (ع) أحرقتهم والله وأحييتهم (1) فانصرف أهل الساباط متحيرين ومثل ما قال عبد الله بن سبا وأصحابه
مخ ۱۱
(فيعذبهم) ما فعل عبد الله بن سبا وأصحابه وانتهى امره إلى ما كان انتهى إليه أمر عبد الله بن سبا وأصحابه والى ما أخبر عنهم (ومن دلائله عليه السلام) حديث محمد بن عثمان قال حدثنا أبو زيد النميري قال حدثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث قال حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش قال حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال صليت الغداة مع النبي (ص) فلما فرغ من صلاته وتسبيحه اقبل علينا بوجهه الكريم واخذ معنا في الحديث فاتاه رجلا من الأنصار فقال يا رسول الله كلب فلان الأنصاري خرق ثوبي وخمش ساقي ومنعني من الصلاة معك في الجماعة فعرض عنه ولما كان في اليوم الثاني جائه رجل البيع وقال كلب أبو رواحة الأنصاري خرق ثوبي وخمش ساقي ومنعني من الصلاة معك فقال النبي (ص) قوموا بنا إليه فان الكلب إذا كان عقورا وجب قتله فقام (ص) ونحن معه حتى اتى منزل الرجل فبادر أنس بن مالك إلى الباب فدقه وقال النبي بالباب فاقبل الرجل مبادرا حتى فتح بابه وخرج إلى النبي (ص) فقال فداك أبي وأمي ما الذي جاء بك الا وجهت إلي فكنت أجيئك فقال له النبي (ص) اخرج إلينا كلبك العقور فقد وجب قتله وقد خرق ثياب فلان وعرق ساقه وكذا فعل اليوم بفلان بن فلان فبادر الرجل إلى كلبه وطرح في
مخ ۱۲
عنقه حبلا وأخرجه إليه وأوقفه بين يديه فلما نظر الكلب إلى النبي (ص) واقفا فقال يا رسول الله ما الذي جاء بك ولم تقتلني فأخبره الخبر فقال يا رسول الله ان القوم منافقون نواصب مبغضون لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ولولا أنهم كذلك ما تعرضت لسبيلهم فأوصى به النبي (ص) خيرا وتركه وانصرف وفي كتاب الأنوار حدث أبو عبد الله محمد بن أحمد قال حدثنا أبي قال حدثني علي بن فروخ السمان قال حدثني بن زكريا المنقري قال حدثني سفيان بن عيينة قال حدثني عمر بن أبي سليم العبسي عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه (ع) قال لما نصب رسول الله (ص) عليا (ع) يوم غدير خم وقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وطار ذلك في البلاد ثم قال على رسول الله (ص) النعمان بن الحرث الفهري على قعود له وقال يا محمد امرتنا عن الله عز وجل ان نشهد ان لا إله إلا الله وانك محمد رسول الله فقبلنا ذلك منك وأمرتنا بالصلاة الخمس فقبلناها منك وأمرتنا بالزكاة فقبلناها منك وأمرتنا بالحج فقبلناه وأمرتنا بالجهاد فقبلناه منك ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام وقلت من كنت مولاه فهذا مولاه هذا شئ منك أو من الله عز وجل فقال (ص) بل بأمر الله تعالى ثم قال للنعمان والله الذي لا إله إلا هو ان هذا هو من عند الله عز وجل أسمه فولى النعمان بن الحرث يريد راحلته وهو يقول اللهم إن كان هذا
مخ ۱۳
هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أتنا بعذاب اليم فما وصل إليها حتى أمطره الله تعالى بحجر على رأسه فقتله فأنزل الله تعالى (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين) الآية حدث جعفر بن محمد البجلي الكوفي قال حدثني علي بن عمر الصيقل قال حدثني بن توبة عن أبيه عن جده العرني عن الحارث بن عبد الله الهمداني رضي الله عنه قال كنا مع أمير المؤمنين (ع) ذات يوم على باب الرحبة التي كان أمير المؤمنين (ع) ينزلها نتحدث إذ اجتاز بنا يهودي من الحيرة ومعه حوتان فناداه أمير المؤمنين (ع) فقال لليهودي بكم اشتريت أبويك من بني إسرائيل فصاح اليهودي صيحة عظيمة وقال اما تسمعون كلام علي بن أبي طالب (ع) يذكر انه يعلم الغيب واني اشتريت أبي وأمي من بني إسرائيل فاجتمع عليه خلق كثير من الناس وقد سمعوا كلام أمير المؤمنين (ع) وكلام اليهودي فكأني انظر إلى أمير المؤمنين (ع) وقد تكلم بكلام لم افهمه فاقبل على أحد الحوتين وقال أقسمت عليك تتكلمين من انا ومن أنت فنطقت السمكة بلسان فصيح وقالت أنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وقال يا فلان انا أبوك فلان بن فلان مت في سنة كذا وكذا وخلفت لك من المال كذا وكذا والعلامة في يدك كذا وكذا واقبل عليه السلام على الأخرى وقال لها أقسمت عليك تتكلمين من انا ومن أنت فنطقت بلسان فصيح وقالت أنت أمير المؤمنين ثم قالت يا فلان وانا أمك فلانة بنت فلان مت في سنة كذا وكذا
مخ ۱۴
والعلامة في يدك كذا وكذا فقال القوم نشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وانك أمير المؤمنين حقا وعادت الحوتتان إلى ما كانتا عليه وآمن اليهودي فقال اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وانك أمير المؤمنين وانصرف القوم وقد ازدادوا معرفة بأمير المؤمنين (ع) حدثني الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن الطيب المصري المعروف بابي التحف رحمه الله بالعندجان في سنة خمس عشر وأربعمأة قال حدثني عبد المنعم بن عبد العزيز الحلبي الصائغ عن نوفل بن أبي الأشيعث القمي قال حدثني مسبرة بن خضرمة بن حلباب بن عبد الحميد بن بكار الكوفي الدقاق قال حدثني أبي عن أبناء الحسين (ع) ان أمير المؤمنين (ع) اجتاز بأرض بابل وكنت أسايره ومعنا جماعة فخرج من بعض الأودية أسد عظيم فقرب من أمير المؤمنين (ع) وسجد له وسلم عليه وبصبص لديه فرد (ع) ثم ولى وأسرع في المشي وحدثني هذا الشيخ قال حدثني العلا بن طيب بن سعيد المغازلي البغدادي ببغداد قال حدثني نصر بن مسلم بن صفوان الجمال المكي قال حدثني أبو هاشم المعروف بابن أخي طاهر بن زمعة عن أصهب بن جنادة عن بصير بن مدرك قال حدثني عمار بن ياسر ذو الفضل والمآثر قال كنت بين يدي علي بن أبي طالب (ع) وكان يوم الاثنين لسبع عشر ليلة خلت من صفر وإذا بزعقة قد ملأت المسامع وكان (ع) على دكة القضاء فقال يا عمار أئت بذي الفقار وكان وزنه سبعة أمنان وثلثا من
مخ ۱۵
بالمكي فجئت به فصاع من غمده وتركه وقال يا عمار هذا يوم أكشف فيه لأهل الكوفة جميعا الغمة ليزداد المؤمن وفاقا والمخالف نفاقا يا عمار رأيت بمن على الباب قال فخرجت وإذا بالباب وامرأة على جمل وهي تصيح يا غياث المستغيثين ويا غاية الطالبين ويا كنز الراغبين ويا ذا القوة المتين ويا مطعم اليتيم ويا رازق العديم ويا محيي كل عظم رميم ويا قديما سبق قدمه كل قديم يا عون من لا عون له ويا طود من لا طود له وكنز من لا كنز له إليك توجهت وبك إليك توسلت بيض وجهي وفرج عني كربي قال وحولها الف فارس بسيوف مسلولة قوم لها وقوم عليها فقلت أجيبوا أمير المؤمنين (ع) فنزلت عن الجمل ونزل القوم معها ودخلوا المسجد فوقفت المرأة بين يدي أمير المؤمنين (ع) وقالت يا علي إياك قصدت فاكشف ما بي من غمة انك ولي ذلك والقادر عليه فقال أمير المؤمنين (ع) يا عمار ناد في الكوفة لينظروا إلى قضاء أمير المؤمنين قال عمار فناديت فاجتمع الناس حتى صار القدم عليه اقدام كثيرة ثم قام أمير المؤمنين وقال سلوا عما بدا لكم يا أهل الشام فنهض من بينهم شيخ أشيب عليه بردة اتحمية وحلة عدنية على رأسه عمامة خز سوسية فقال السلام عليك يا كنز الضعفاء ويا ملجأ اللهفاء يا مولاي هذه الجارية ابنتي وما قربتها ببعل قط وهي عاتق حامل وقد فضحتني في عشيرتي وانا معروف بالشدة والنجدة والبأس والسطوة والشجاعة والبراعة والنزاهة والقناعة انا قلمس بن عفريس وليث عسوس ووجه على الأعداء عبوس
مخ ۱۶
لا تخمد لي نار ولا يضام لي جار عزيز عند العرب بأسي ونجدتي وحملاتي وسطواتي انا من أقوام بيت ابائهم بيت مجد في السماء السابعة فينا كل عبوس لا يرعوى وكل جحجاح عن الحرب لا ينتهى وقد بقيت يا علي حائرا في أمري فاكشف هذه الغمة فهذه عظيمة لا أجد أعظم منها فقال أمير المؤمنين عليه السلام ما تقولين يا جارية فيما قال أبوك قالت اما قوله اني عاتق فقد صدق فيما يقول واما قوله اني حامل فوالله ما اعلم من نفسي خيانة قط يا أمير المؤمنين وأنت اعلم بي مني وتعلم اني ما كذبت فيما قلت ففرج غمي عني يا عالم السر وأخفى فصعد أمير المؤمنين (ع) المنبر وقال الله أكبر جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا فقال (ع) علي بداية الكوفة فجاءت امرأة يقال لها لبنا وكانت قابلة نساء أهل الكوفة فقال اضربي بينك وبين الناس حجابا وانظري هذه الجارية أعاتق حامل ففعلت ما أمرها أمير المؤمنين (ع) وقالت نعم يا أمير المؤمنين عاتق حامل فقال يا أهل الكوفة أين الأئمة الذين ادعوا منزلتي أين من يدعي في نفسه ان له مقام الحق فيكشف هذه الغمة فقال عمر بن حريث كالمستهزء ما لها غيرك يا بن أبي طالب واليوم تثبت لنا امامتك فقال أمير المؤمنين (ع) لأبي الجارية يا أبا الغضب ألستم من اعمال دمشق قال بلى يا أمير المؤمنين قال من قرية يقال لها اسعاد طريق بانياس الجولة فقال بلى يا أمير المؤمنين فقال هل فيكم من يقدر على قطعة من ثلج فقال أبو الغضب الثلج في بلادنا كثير قال أمير المؤمنين (ع) بيننا وبين بلادكم مأتا فرسخ وخمسون
مخ ۱۷
فرسخا قال نعم يا أمير المؤمنين قال عمار فمد (ع) يده وهو على منبر الكوفة وردها وفيها قطعة من الثلج تقطر ماء ثم قال لداية الكوفية ضعي هذا الثلج مما يلي فرج هذه الجارية سترمي علقة وزنها خمسة وخمسون درهما ودانقان قال فأخذتها وخرجت بها من الجامع وجائت بطشت ووضعت الثلج على الموضع منها فرمت علقة كبيرة فوزنتها الداية فوجدتها كما قال (ع) وكان قد أمسك المطر عن الكوفة منذ خمس سنين فقال أهل الكوفة استسق لنا يا أمير المؤمنين فأشار بيده قبل السماء فدمدم الجو واسجم وحمل مزنا وسال الغيث وأقبلت الداية مع الجارية فوضعت العلقة بين يديه فقال وزنتيها فقالت نعم يا أمير المؤمنين وهي كما ذكرت فقال (ع) وإن كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين ثم قال يا أبا الغضب خذ ابنتك فوالله ما زنت ولكن دخلت الموضع فدخلت فيها هذه العلقة وهي بنت عشر سنين فربت في بطنها إلى وقتنا هذا فنهض أبوها وهو يقول أشهد أنك تعلم ما في الأرحام وما في الضمائر وحدثني أبو التحف علي بن محمد بن إبراهيم المصري قال حدثني الأشعث بن مرة عن المثنى بن سعيد عن هلال بن كيسان الكوفي الجزار عن الطلب الفواجري عن عبد الله بن سلمة القبحي عن شقادة بن الاصيد العطار البغدادي قال حدثني عبد المنعم بن الطيب القدوري قال حدثني العلا بن وهب عن قيس عن الوزير أبى محمد بن سالوية عنه فإنه كان من أصحاب أمير المؤمنين العارفين وروى جماعتهم عن أبي جرير عن أبي
مخ ۱۸
الفتح المغازلي عن أبي جعفر ميثم التمار قال كنت بين يدي أمير النحل جلت معالمه وثبتت كلمته بالكوفة وجماعة من وجوه العرب حافون به كأنهم الكواكب اللامعة في السماء الصاحية إذ دخل علينا من الباب رجل عليه قباء خز دكن قد اعتم بعمامة اتحمية صفراء وقد تقلد بسيفين فنزل من غير سلام ولم ينطق بكلام فتطول إليه الناس بالأعناق ونظروا إليه بالاماق ووقفت إليه الناس من جميع الأفاق ومولانا أمير المؤمنين (ع) لم يرفع رأسه إليه فلما هدأت من الناس الحواس فصح عن لسان كأنه حسام صقيل جذب من غمده وقال أيكم المجتبى في الشجاعة والمعمم بالبراعة والمدرع بالقناعة المولود في الحرم والعالي في الشيم والموصوف بالكرم أيكم أصلع الرأس والثابت الأساس والبطل الدعاس والمضيق الأنفاس والاخذ بالقصاص أيكم غصن أبي طالب الرطيب وبطله المهيب والسهم المصيب والقسم النجيب أيكم الذي نصر به محمد في زمانه واعتز به سلطانه وعظم به شأنه أيكم قاتل العمروين واسر العمروين والعمروان اللذان قتلهما عمرو بن عبد ود وعمرو بن الأشعث المخزومي والعمروان اللذان أسرهما فأبو ثور عمرو ابن معدى كرب وعمرو ابن سعيد الغساني اسره في يوم بدر قال أبو جعفر ميثم التمار قال أمير المؤمنين (ع) انا يا سعيد بن الفضل بن الربيع بن مدركة ابن الصليب بن الأشعث بن أبي السمع بن الاحبل بن فزارة بن دهيل ابن عمرو الدويني فقال لبيك يا علي فقال (ع) سل عما بدا لك فانا كنز الملهوف وانا الموصوف بالمعروف انا الذي قرعتني الصم الصلاب وهطل
مخ ۱۹
بأمري صوب السحاب وانا المنعوت في الكتاب انا الطود والأسباب انا ق والقرآن المجيد انا النبأ العظيم انا الصراط المستقيم انا البارع انا العسوس انا القلمس انا العفوس انا المداعس انا ذو النبوة والسطوة انا العليم انا الحكيم انا الحفيظ انا الرفيع بفضلي نطق كل كتاب وبعلمي شهد ذوو الألباب انا علي أخو رسول الله وزوج ابنته فقال الاعرابي لا بتسميتك ولا رمزك فقال (ع) اقرأ يا أخا العرب لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ثم قال الاعرابي بلغنا عنك تحيي الموتى وتميت الأحياء وتفقر وتغني وتقضي في الأرض وتمضي ليس لك مطاول يطاولك ولا مصاول فيصاولك أفهو كما بلغنا يا فتى قومه فقال (ع) قل ما بدا لك فقال إني رسول إليك من ستين الف رجل يقال لهم العقيمة وقد حملوا معي ميتا قد مات منذ مدة وقد اختلفوا في سبب موته وهو على باب المسجد فان أحييته علمنا أنك صادق نجيب الأصل وتحققنا انك حجة الله في ارضه وان لم تقدر على ذلك رددته إلى قومه وعلمنا انك تدعي غير الصواب وتظهر من نفسك ما لا تقدر عليه فقال (ع) يا أبا جعفر ميثم اركب بعيرا وطف في شوارع الكوفة ومحالها وناد من أراد ان ينظر إلى ما اعطى الله عليا أخا رسول الله وبعل فاطمة وابن فاطمة من الفضل ما أودعه رسول الله (ص) من العلم فليخرج إلى النجف غدا فلما رجع ميثم فقال له أمير المؤمنين (ع) يا أبا جعفر خذ الاعرابي إلى ضيافتك فغداة غد سيأتيك الله بالفرج فقال أبو جعفر ميثم فأخذت الاعرابي ومعه محمل فيه الميت وأنزلته منزلي وأخدمته
مخ ۲۰