============================================================
القن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات مسألة: ثم قال لهم الموحدون: ليس يخلو ذلك الجوهر من أن يكون لم يزك ممتنعا من الأعراض) ولم يزل غير ممتنع منها، فإن كان لم يزل غير ممتنع منها، (14).
فواجب أن يكون هو لم يزك ممتنعا من القدم إذلم يزل غير ممتنع مما هو ممتنغ من القدم، وأن تكون هي غير ممتنعة من القدم إذ كان القديم لم يزل غير ممتنع منها، وإن كان لم يزل ممتنعا منها؛ فواجث ألا يزال ذلك، وكذلك لأن ما لم يزك مستحقا لصفة من الضفات وحقيقة من الحقائق لا يتغير عنها.
قلي: قال الملحدون: هذا راجع عليكم؛ لأنا نقول لكم: ليس يخلو القديم المحدث عندكم للعالم من أن يكون لم يزل ممتنعا من الفعل، ويكون غير ممتنع منه. فإن كان لم يزل غير ممتنع مضى هو من القدم، أو يكون الفعل غير ممتنع من القدم إذا كان القدم لم يزل غير ممتنع منه، وإن كان لم يزلك ممتنعا من الفعل فواجث ألا يزال كذلك بمثل ما ذكرتم.
فرق: قال الموحدون: بل نقول: إنه لم يزل غير ممتنع منه أن يفعل، ثم لا يجب ذلك علينا ما أوجبناه عليكم؛ لأن نفس قولنا: إنه لم يزل غير ممتنع منه أن يفعل يوجب تقدمه للفعل من قبل أن الفاعل متقدم لفعله، وهو كقولنا: إنه لم يزل قبل فعله. وأنتم إذا قلتم: إن الجوهر غير ممتنع من العرض فليس تذهبون إلى أنه لم يزل غير ممتنع من أن يفعله، فيجب بذلك تقدمه له، فوجب عليكم أحذ الأمرين: وهو أن يكون الجوهر ممتنعا من القدم، وأن يكون العرض غير ممتنع من القدم.
مخ ۶۰۳