============================================================
الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات الزعفران على لون الماء إذا أمد بأشكاله. وهذا وجود لا يجوز دفعه. والعاقل بعد هذا يفصل بين حال الغلط وغيرها، وبين حال الضحة والمرض. فمتى قيل له: هل تدري لعل ما حدث من العلة ومن بعد المسافة قد أو هن الحاسة أو منعها عملها فتسلط الشبهة عند زوال سلطان الحس على قلبك، لم يمتنغ من الوقوف عند أهل التنبيه.
وشيء آخر: وهو أن صاحب البعد والسائر على شاطيع النهر على البر واحد فيما وصفنا، وهم عند زوال هاتين الحالتين على مثل ما يكون عليه أبدا اذا زالتا. وقد عرف هذه الأحوال شأنها على أمرها وفصل بينها وزالث عن الملامة في أمرها بزوال الفنون عليها.
فإن قال قائل: فهل تدرون لعلكم في اعتقادكم صحة القرب من الحاسة الموجودة في حال الصحة غالطون كغلطكم فيما سوى ذلك، إلا أن هذه ثباث هذا الغلط الثاني أطول وشبهته أقوى، فإنه لا ينكر أن يكون في الشبهة ما بعضه أقوى من بعض كما لا ننكر أن يكون من الحجج ما بعضه أظه من بعض؟
قلنا: إنه ليس إلاقرت أو بعده فلو فسدت الحالتان(1) جميعا فسد العلم كله وفسدث مسألتك بفساد، وسقط جوابها بوجود فسادها، وكان قولك لعل حال القرب فاسدة كفساد حال البعد فاسد لا يجر به إلى القطع وعلى فسادها وإلى الشك فيه. وفي فساد الحقيقة ارتفاع القطع والشك وبطلان السؤال والجواب.
وشيء آخر: وهو أن يعلم بالبداهة أن لحال القرب إذا اعتدلت مزيدا على غيرها.( والحق مع المعروف فصله على غيرها، وكذلك الصحة وأنه (1/129) (1) في الأصل: فسدتا الحالتين:
مخ ۵۶۳