============================================================
مقالات البلخي ويقال: التقليد بغير حجة بمنزلة الشم القاتل، والنظر بمنزلة الغداء العجي؟ فكما أنه لا نجاة إلا في الغداء وإن كان المغتذي ربما غلط على نفسه فحاد عن القصد، وإن كان السم قتالا أبدا، فكذلك كان التقليذ مورطا في الجهل.
قال: وإن طعن طاعن في علوم الحسن التي هي أصل العلم بالاستدلال والنظر بأنه قال: قديرى في علوم الحس ما يتغير حكمة، وذلك بمنزلة من يرى وجهه طويلا في السيف، وقامته منكسة في الماء الذي لا يكون مساحة عمقه، وإذا قدر كمساحة قامته، ويذوق العسل فيجده مرا، ويرى الصغير كبيرا 1126سا والكبير صغيرا ( إذا بعد، والواقف سائرا، والسراب ماء.
قلنا له: أما الإنبات فليس فيها غلط ولا مسألة، وإنما يقع الغلط في الكيفيات إذا أبعدث، ويقدر على معرفة [الإنية] بضبط بعدها، ويعترض بينها وبين المذوقات آفسات تخالطها فتغلب على طعومها، فما وجدته من المرارة صحيخ إلا أنها لم تعرف، واعترضت الآفة ولم تر شيئا غير العسل ظننت أنه المؤ دون غيره، فليس يمكن أن تكون الآفه في اللسان، ولا يشعر بها إلا عند التطعم والحركة التي تعين على ظهورها، وهي الشكل الذي يقويها، كما لا ينكر دخول الصبر المسحوق إلى الحلق من غير أن تشعر به، وكمون الداء الذي يستكن في البدن إلى أن ورد عليه شكله من الغداء الضار فأظهره وأبدى عمله وإيلامه. ويرد المحسوس إن كان باردا ومحسوسا إن كان حارا؛ لأن الأشياء تنقمع بغلبة أضدادها كما شاهذنا، كما ينقمع يسير الزعفران في كثير الماء، وقليل الحر في كثير البرد، وتقوي المعاضدة أشكالها، كما يقوي يسير الحرارة على إحراق الحطب إذا انضمت إليه أشكالة، وكما يقوي يسير
مخ ۵۶۲