============================================================
الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات المشرق فأت بها من المغرب* (البقرة: 258]، واحتجاجه على أبيه بقوله: {لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيعا (مريم: 42).
وقوله لقومه محتجا ومنبها قال بل فعله كبيرهم هذذا فستلوهم إن كانوا ينطقو} [الأنبياء: 23).
ثم مناظرة السلف ومحاجثهم في الفتيا وفي الحروب التي صاروا إليها، وفي الشورى وغيرها.
فإن زعم زاعم أن ارتفاع المناظرة والحجاج في الدين في زمان النبي عليه السلام يدل على فساد ذلك؟ قيل له: إنما ارتفع الحجاجج والجدل من طريق العقول في ذلك الزمان للغناء بوجود الوسول والآيات الباهرة القاهرة، ولو كان ارتفاع ذلك يدل على فساده؛ لدل ارتفاع النظر في وجوه الفتيا والمقايسة فيه، وطلب وجوهه وأصوله على فساد ما فعله الصحابة بعد وفاة الرسول، والتابعون ومن يليهم إلى هذه الغاية.
ويقال لمن رأى التقليد من أمتنا: إن لم يكن في البحث والنظر و التقييس ثقة فليس في التقليد ثقة. وإن كان الذي نفركم عن النظر ما ترون من اختلاف الناظرين فقد ينبغي أن تنفروا من التقليد لما ترون من اختلاف المقلدين وضلالهم. ألا ترون أنما المجوس إنما صاروا مجوسا بتقليد آبائهم وأسلافهم، وأن هذه الآفة بعينها هي التي صيرت أولاد اليهود يهودا وأولاد النصارى نصارى، وأولاد الثنوية ثنوية، وأولاد الخوارج خوارج، وأولاد الرافض روافض؟ أفلا ترون التقليد قد فرق بين المقلدين وأوردهم في الكفر والضلال؟ أولا ترون أن من هلك به أكثر ممن هلك بالنظر؟
مخ ۵۶۱