============================================================
الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات الآخر باختلاف مكانيهما أو وقتيهما وبعد ذلك، لكان جواز كونهما في مكان واحد في وقت واحد يبطل أن يكونا غيرين.
قلنا: ليس هذا هكذا إلا أن ضد المقابل؛ لقول القائل: لا يجوز أن يكون، والمناقض ليس هو أنه يجوز أن يكون، والمناقض له ليس هو أنه يجوز ألا يكون، بل هو قوله لا يجوز أن يكون. وهذا قسد وافقنا عليه أهل المنطق والحجة على ذلك: أن الشيء قد يجوز ألا يكون، وليس يجوز أن يكون./ (150/ن) ولا يجوز أن يكون، فلو وجذنا- لعمري -ما لا يجوز أن يكون مكانهما ووقتهما مختلفين وهما مع ذلك غيران لبطل ما قلنا.
فإن قال: فإنكم جعلتم حقيقة الغيرين أنه يجوز أن يعدم أحدهما ويوجد الآخو(1) بأن يكون مكان هذا غير مكان هذا، أو وقته غير وقته، أو بغير ذلك من الوجوه؛ فلم زعمتم أن المكانين متغايران(2) وليسا في مكانين؟ ولم زعمثم أن الوقتين متغايران(3) وليس لهما وقتان، فيكون وقث أحدهما غير وقت صاحبه؟
قلنا: لا شيئان(4) إلا وهما في مكانين، أو يجوز أن يكونا في مكانين ولا شيئان(6) وجدا في وقتين إلا وقد كان يجوز أن يكون الشيئان وقتين لهما دون أن يكونا هما وقتا للشيئين؛ لأن الوقت هو ما جعله المؤقت وقتا. فلو أن (1) في الأصل: الكو.
(2) في الأصل: متغايرين.
(3) في الأصل: متغايرين (4) في الأصل: مكانين.
(5) في الأصل: شيئين
مخ ۶۳۷