============================================================
الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات فإن قال قائل: ما تنكر أن تكون حقيقة الغيرين هي أنه يجوز أن يفعل أحذهما في وقت لا يفعل فيه الآخر، أو يكون الفاعل لأحدهما غير الفاعل الآخر؟
قيل له: أنكژنا ذلك؛ لأنه قد وجد غيران يستحيل فيهما ما ذكرت. وليس هكذا تكون الحقيقة: لو جاز ذلك أن تكون حقيقة الحدث هو أنه كان بعد أن لم يكن، ثم وجد حدث ليس كذلك.
وبعد؛ فقد وجذنا اثنين فعل كل واحد منهما مثل صاحبه وفي وقت ما فعل، ووجذنا شيئين: الفاعل لأحدهما هو الفاعل للآخر، لا يجوز عليهما غير ذلك، وهماغيران.
فإن قال: فما أنكرت أن تكون حقيقة الغيرين هي أن لهذا جارحة، وليس لذاك جارحة، وأن هذا يدرك بغير ما يدرك ذاك، أو ما قال من شيء مما يشبه هذا؛ فالجواب فيه ما تقدم، ولأنا قد وجذنا غيرين يستحيل أن يكون لأحدهما/ (119) ب] جارحة، بل لهما جميعا، ووجدنا شيئين يستحيل أن يدرك أحذهما إلا بما يدرك جزؤهما غيران كالكلام والصوت، والكلامان المتغايران (1).
فإن قال: فهلا زعمتم أن حقيقة الغيرين أنهما شيئان؟
قلنا: فلو زعثنا ما ضرنا، ثم كان ذلك لا يمنع من أن تكون حقيقتهما ما ذكزنا؛ لأن ما يدعي المدعي أنه شيئان متى لم يجو فيه أن يعدم أحدهما ويوجد الآخر بأن يكون مكان أحدهما غير مكان صاحبه، أو وقته غير وقته (1) في الأصل: لهم.
مخ ۶۳۵