============================================================
مقالات البلخي الجواب: قيل لهم: الذي يفسذ ما قلئم؛ ما دللنا به على خدث الجواهر، وعلى فساد قول من ذهب إلى الهيولى. وليس يجوز ما قلتم إلا على وجهين، وهما فاسدان؛ لأن الأعيان لو كانت موجودة قبل التدبير والتأليف كانت: إما أن تكون أجزاء لا تتجزأ أو أجساما في قول من أنكر الجزء، وجميغ ذلك لا يخلو من الافتراق والاجتماع وهما محدثان، ومالم يخل منهما محدث (14ابا مثلهما، أو يكون على ما قال أصحاب الهيولى) فالنقض عليهم على ماقد تقدم.
مسألة: قال قوم آخرون من الملحدين: ما أنكرثم أن يكون العالم محدثا ويكون له محدث قديم إلا أنه لم يزل يفعل؛ لأن الفعل جود وحكمة، والحكيم الجواد لا يخلو من الجود والحكمة.
قيل لهم: وهذا أيضا قد بينا فساده فيما دللنا عليه من حدث الأعيان، وأنه لا بد للأفعال من أول، فلو كان لم يزل يفعل كان لا أول للأفعال، ولو كان لا أول لها ما ؤجد منها شيء بالدلائل التي قدمنا.
وبعد؛ فلوكان لم يزل فاعلا كان الفاعل لم يتقدم فعله، ولو جاز ذلك لم يكن بين الفعل والفاعل فرق، وجاز وجود جسم قديم، وإذ كان مفعولا وقد صح حدث الأجسام والأعراض بما تقدم.
ولو جاز أيضا وجود فاعل ومفعول لم يتقدم أحدهما صاحبه، لجاز وجوذ والد ومولود لم يتقدف أحذهما صاحبة، وكذلك بناء وبان، وكتات وكاتت. وكل هذا محال في البداهة.
مخ ۶۱۰