============================================================
مقالات البلخي ومثل هذا قول قائل: إن عبد الله منذ دخل الدار جائز كون زيد معه فيها، وقول آخر: إن عبد الله منذ دخل الدار جائر أن يبعث إلى زيد منها رسولا فيدعوه إليها. فالأول يجب عليه تجويز وجود زيل مع عبد الله أول ما وجد فيها، وإحالة وجوده فيها متى استحال وجود زيد معه فيها، والآخر لا يلزمة ذلك؛ لأنه لا بد من حال يوجد عبد الله فيها في الدار ثم يكون دعاؤه لزيد منها إليها بعد ذلك؛ لأنه لا يجوز أن يدعوه منها إلى أن يكون معه فيها وهو لم يزل معه فيها. ولهذا نظائر كثيرة متى طلبتها وجدتها إن شاء الله تعالى.
مسألة: قال بعض الملحدين: إنا لا ننكر أن تحدث الأجسام، ولكن ليس على ما تتوهمون، وإنما معنى ذلك الاستحالة، وهو أن تحدث نار لا من نار، بل هو استحال نارا، فتكون النار محدثة على معنى أنها حدئت لا من نار، ولا على (1/141) معنى أنها لم تكن / قبل ذلك نارا، وإنما كانت شيئا آخر. فأما أن يحدث شيء لا من شيء فإن ذلك لا يتصؤر في الوهم الجواب: قال الموحدون: إن كنثم إنما أنكرثم الحدوث على نحو ما نذهب إليه نحن لا يتصور في الوهم؛ فالقديم أيضا ليس يتصور في الوهم، فينبغي أن تنكروه.
وبعد؛ فليس هذا مما يصح أو يفسد بتصؤره في الوهم، بل إنما يصخ بالدليل، لا ما يصخ من طريق التصؤر في الوهم هو ما يدرك بالحسق. والقدم أو الحدث ليس طريقهما هذا الطريق. قال: والحدث إن كان صحيحا في الحقيقة دون المجاز فهو ما نذهب من آنه لم يكن على وجه من الوجوه ثم كان. فأما الاستحالة فإن الحادث عنذها شيء هو غير الجوهر. فأما الجوهر
مخ ۶۰۴