من التراب، وإنبات حبات بني آدم من بطون الأمهات، إنما هو لما سبق في علم الله تعالى
وتقرر من ضرب الآجال لها ، ولما في ذلك من الحكمة الإلهية ، وأن توجه الإنشاء الآن
إنما لتوليد نسمات بني آدم من أصلاب الآباء وبطون الأمهات، وتمام هذه الدوائر على
هذا النظام الخاص حتى تتقضي آخر أمرها . فإذا حان أجلها، وانتهت مدتها، واستوفت
آخر سلسلتها، ومات آخر الناس موتا ، توجه الإنشاء للدائرة الأخرى والنشأة الثانية ،
وعادت السماء كالأب، والأرض كالأم، وكان التوليد واحدا دفعة واحدة ، لاقتضاء
حكمه المعلومة ، ومعانيه المفهومة ، وتنبت حبات نبات الآدميين من بطن الأرض نباتا
واحدا، فكأن كل بطن أم أرض، وكأن كل أرضي بطن أم، فالحال كالحال، فلا تختلفن
عليك المظاهر والأشكال فالأمرفيهما كالواحد.
فالحق - الآن - الغالب فيهما بالشاهد : (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها
ناپیژندل شوی مخ