154

د دواړو خبرونو سترګې په طبقات الاطباء کې

عيون الأنباء في طبقات الأطباء

پوهندوی

الدكتور نزار رضا

خپرندوی

دار مكتبة الحياة

د خپرونکي ځای

بيروت

قَالَ فَطلقهَا أَخُوهُ ثمَّ قَالَ تزوج بهَا يَا أخي فَقَالَ وَالله لَا تَزَوَّجتهَا فَمَاتَ وَمَا تزَوجهَا وللحرث بن كلدة الثَّقَفِيّ من الْكتب كتاب المحاورة فِي الطِّبّ بَينه وَبَين كسْرَى أنوشروان النَّضر بن الْحَرْث بن كلدة الثَّقَفِيّ هُوَ ابْن خَالَة النَّبِي ﷺ وَكَانَ النَّضر قد سَافر الْبِلَاد أَيْضا كأبيه وَاجْتمعَ مَعَ الأفاضل وَالْعُلَمَاء بِمَكَّة وَغَيرهَا وعاشر الْأَحْبَار والكهنة واشتغل وَحصل من الْعُلُوم الْقَدِيمَة أَشْيَاء جليلة الْقدر وأطلع على عُلُوم الفلسفة وأجزاء الْحِكْمَة وَتعلم من أَبِيه أَيْضا مَا كَانَ يُعلمهُ من الطِّبّ وَغَيره وَكَانَ النَّضر يؤاتي أَبَا سُفْيَان فِي عَدَاوَة النَّبِي ﷺ لكَونه كَانَ ثقفيا كَمَا قَالَ رَسُول الله ﷺ (قُرَيْش وَالْأَنْصَار حليفان وَبَنُو أُميَّة وَثَقِيف حليفان) وَكَانَ النَّضر كثير الْأَذَى والحسد للنَّبِي ﷺ وَيتَكَلَّم فِيهِ بأَشْيَاء كَثِيرَة كَيْمَا يحط من قدره عِنْد أهل مَكَّة وَيبْطل مَا أَتَى بِهِ بِزَعْمِهِ وَلم يعلم بشقاوته أَن النُّبُوَّة أعظم والسعادة أقدر والعناية الإلهية أجل والأمور الْمقدرَة أثبت وَإِنَّمَا النَّضر اعْتقد أَن بمعلوماته وفضائله وحكمته يُقَاوم النُّبُوَّة وَأَيْنَ الثرى من الثريا والحضيض من الأوج والشقي من السعيد وَمَا أحسن مَا وجدت حِكَايَة ذكرهَا أفلاطون فِي كتاب النواميس فِي أَن النَّبِي وَمَا يَأْتِي بِهِ لَا يصل إِلَيْهِ الْحَكِيم بِحِكْمَتِهِ وَلَا الْعَالم بِعِلْمِهِ قَالَ أفلاطون وَقد كَانَ مارينون ملك اليونانيين الَّذِي يذكرهُ أوميرس الشَّاعِر باسمه وجبروته وَمَا تهَيَّأ لليونانيين فِي سُلْطَانه رمي بشدائد فِي زَمَانه وخوارج فِي سُلْطَانه فَفَزعَ إِلَى فلاسفة عصره فتأملوا مصَادر أُمُوره ومواردها وَقَالُوا لَهُ قد تأملنا أَمرك فَلم نجد فِيهِ من جهتك شَيْئا يَدْعُو إِلَى مَا لحقك وَإِنَّمَا يعلم الفيلسوف الإفراطات وَسُوء النظام الواقعين فِي الْجُزْء فَأَما مَا خرج عَنهُ فَلَيْسَ تبحث عَنهُ الفلسفة وَإِنَّمَا يُوقف عَلَيْهِ من جِهَة النُّبُوَّة وأشاروا عَلَيْهِ أَن يطْلب نَبِي عصره ليجتمع لَهُ مَعَ علمهمْ مَا يُنبئ بِهِ وَقَالُوا إِنَّه لَا يسكن فِي الْبلدَانِ العامرة وَإِنَّمَا يكون بَين أقاصي المقفرة بَين فُقَرَاء ذَلِك الْعَصْر فَسَأَلَهُمْ مَا يجب أَن يكون عَلَيْهِ رسله إِلَيْهِ وَمَا يكوت دَلِيلا لَهُم عَلَيْهِ فَقَالُوا أجعَل رسلك إِلَيْهِ من لانت سجيته وَظَهَرت قناعته وصدقت لهجته وَكَانَ رُجُوعه إِلَى الْحق أحب من ظفره بِهِ فَإِن بَين من استولى عَلَيْهِ هَذَا الْوَصْف وَبَينه وصلَة تدلهم عَلَيْهِ وَتقدم إِلَيْهِم فِي الْمَسْأَلَة عَنهُ عِنْد مسْقط رَأسه ومنشئه وَسيرَته فِي هَذِه الْمَوَاضِع فَإنَّك تَجدهُ زاهدا فِي النَّعيم رَاغِبًا فِي الصدْق مؤثرا للخلوة بَعيدا من الْحِيلَة غير حظي من الْمُلُوك ينسبونه إِلَى تجَاوز حَده وَالْخُرُوج عَمَّا جرى عَلَيْهِ أهل طبقته تتأمل فِيهِ الْخَوْف وتخال فِيهِ الْغَفْلَة إِذا تكلم فِي الْأَمر توهمت أَنه عَالم بأصوله وَلَيْسَ يعرف مَا يترقى إِلَيْهِ بِهِ

1 / 167