Cutting Ties to Reflect on the Servitude of the Creatures
قطع العلائق للتفكر في عبودية الخلائق
خپرندوی
مركز تأصيل علوم التنزيل للبحوث العلمية والدراسات القرآنية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٤٣ هـ
د خپرونکي ځای
القاهرة - مصر
ژانرونه
قيل: جائز أن يكون الله تعالى ذكره أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت فيكون" التوفي " مضافًا إلى ملك الموت، كما يضاف قتلُ من قتله أعوانُ السلطان، وجلدُ من جلدوه بأمر السلطان، إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه، ولا وليه بيده ". (^١)
وقال القرطبي ﵀-:
"والتوفي تارة يُضاف إلى ملك الموت، كما قال: (قل يتوفاكم ملك الموت)
وتارة إلى الملائكة لأنهم يتولون ذلك، كما في قوله: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ) وتارة إلى الله وهو المتوفي على الحقيقة، كما قال: (الله يتوفى الأنفس حين موتها) ". (^٢)، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ) (النساء: ٩٧).
وقال تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ) (النحل: ٢٨).
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (ت: ١٣٩٣ هـ) ﵀-:
"فتحصل أن إسناد التوفي إلى ملك الموت في قوله تعالى: " قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ " (السجدة: ١١)، لأنه هو المأمور بقبض الأرواح. وأن إسناده للملائكة في قوله: " فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ " (محمد: ٢٧)، ونحوها من الآيات لأن لملك الموت أعوانا يعملون بأمره.
وأن إسناده إلى الله في قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) (الزمر: ٤٢)، لأن كل شيء كائنا ما كان لا يكون إلا بقضاء الله وقدره والعلم عند الله". (^٣)
ولم يثبت في ذلك حديث صحيح تسميته ملك الموت ﵇ بـ "عزرائيل" كما هو مشهور عند الكثير من عموم الخلق قديمًا وحديثًا.
قال ابن كثير ﵀-:
"وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن، ولا في الأحاديث الصحاح، وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل". (^٤).
(^١) -تفسير الطبري: (١١/ ٤١٠). (^٢) تفسير القرطبي: (٧/ ٧.). (^٣) أضواء البيان للشنقيطي: (٦/ ٥٠٤). (^٤) البداية والنهاية لابن كثير: (١/ ٤٢). البداية والنهاية المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: ٧٧٤ هـ) الناشر: دار الفكر عام النشر: ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م عدد الأجزاء: ١٥.
1 / 61