سابعًا: صدق إيمانهم بالله
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة: ١١٩).
عن عبد الله بن عمر ﵄-:
في قوله تعالى: (اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (مع محمد ﷺ وأصحابه. وقال الضحاك: مع أبي بكر وعمر وأصحابهما. (^١)
ثامنًا: تحليهم بالإيثار مع خصاصتهم
لمَّا كان الإيثَار مِن محاسن الشيم وكريم الأخلاق ونبل الطباع وكريم السجايا التي حث عليه ديننا الحنيف وشرعنا المنيف، وكان من المراتب العالية التي لا ينالها إلا الراغبين فيما عند الله تعالى، كان أحق الناس بالاتصاف به من تأسوا بخير الخلق وأعظمهم خلقًا- ﷺ، لذا فقد أثنى الله في محكم آياته على إيثارهم، وامتدح فعالهم، ووصفهم بالفلاح.
كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر: ٩).
قال الطَّبري ﵀-:
يقول تعالى ذكره: وهو يصفُ الأنصار: (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ) مِن قبل المهاجرين، (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ (يقول: ويعطون المهاجرين أموالهم إيثَارًا لهم بِها على أنفسهم (وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) يقول: ولو كان بهم حاجة وفاقة إلى ما آثَرُوا به مِن أموالهم على أنفسهم. (^٢).
وقال ابن كثير ﵀-: