217

عقود دریه

العقود الدرية

ایډیټر

محمد حامد الفقي

خپرندوی

دار الكاتب العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د خپرونکي ځای

بيروت

اتبَاعا لسلف الْأمة وَهُوَ أَيْضا منفي بِالنَّصِّ فَإِن تَأْوِيل آيَات الصِّفَات يدْخل فِيهَا حَقِيقَة الْمَوْصُوف وَحَقِيقَة صِفَاته وَهَذَا من التَّأْوِيل الَّذِي لَا يُعلمهُ إِلَّا الله كَمَا قد قررت ذَلِك فِي قَاعِدَة مُفْردَة ذكرتها فِي التَّأْوِيل وَالْمعْنَى وَالْفرق بَين علمنَا بِمَعْنى الْكَلَام وَبَين علمنَا بتأويله
وَكَذَلِكَ التَّمْثِيل ينفى بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاع الْقَدِيم مَعَ دلَالَة الْعقل على نَفْيه وَنفي التكييف إِذْ كنه الْبَارِي تَعَالَى غير مَعْلُوم للبشر
وَذكرت فِي ضمن ذَلِك كَلَام الْخطابِيّ الَّذِي نقل أَنه مَذْهَب السّلف وَهُوَ إِجْرَاء آيَات الصِّفَات وأحاديثها على ظَاهرهَا مَعَ نفي الْكَيْفِيَّة والتشبيه عَنْهَا إِذْ الْكَلَام فِي الصِّفَات فرع عَن الْكَلَام فِي الذَّات يحتذى فِيهِ حذوه وَيتبع فِيهِ مِثَاله فَإِذا كَانَ إِثْبَات الذَّات إِثْبَات وجود لَا إِثْبَات تكييف فَكَذَلِك إِثْبَات الصِّفَات إِثْبَات وجود لَا إِثْبَات تكييف
فَقَالَ أحد كبراء الْمُخَالفين فَحِينَئِذٍ يجوز أَن يُقَال هُوَ جسم لَا كالأجسام
فَقلت لَهُ أَنا وَبَعض الْفُضَلَاء الْحَاضِرين إِنَّمَا قيل إِنَّه يُوصف الله بِمَا وصف بِهِ نَفسه وَبِمَا وَصفه بِهِ رَسُوله ﷺ وَلَيْسَ فِي الْكتاب وَالسّنة أَن الله جسم حَتَّى يلْزم هَذَا السُّؤَال
وَأخذ بعض الْقُضَاة الْحَاضِرين والمعروفين بالديانة يُرِيد إِظْهَار أَن

1 / 233