قلت: وهذا صحيح في حيث يلتبس فأما مع عدم اللبس فيجوز وهو في الآية غير ملبس إذ المراد مفهوم ...لقوله بعد الإخبار على معنى وقلنا لهم وقولوا للناس حسنا وهذا عندي أقواى من قوله جعله على الالتفات؛ لأن الشيء إذا حمل على الحقيقة فهو أو لا من الجمل على ما يحتاج فيه إلى تأويل وقد قيل أن الميثاق لا يكون إلا كلاما فكأن قيل قلت لا ...وقولوا وهذا أيضا قريبا إلى ما قلته، قد مضى ما ذكرت من اختلافهم في الآية فالذين يقولون هي منسوخه قال أمر الله تعالى[36]بأن يقال للناس على العموم المؤمن منهم الفاسق والكافر حسنا ثم نسخ ذلك الأمر بآية السيف قال لأن الكفار والفاسقين ....بقتالهم واللعن لهم والذم وهذا يتنافي القول الحسن، ومنهم من قال هذه الآية مخصصة فيحتمل أن يكون التخصيص واقعا إلى المخاطب دون الخطاب ويكون المعنى وقولوا للمؤمنين حسنا، ويحتمل أن يتطرق إلى الخطاب ويكون المعنى قولوا للناس في الدعاء إلى الله تعالى وفي الأمر بالمعروف حسنا، ومنهم من يقول أنها محكمة والذي قال بنسخها أبو القاسم في جماعة والذي قال أنها محكمة الإمام الباقر أبو جعفر محمد بن علي السجاد عليهما السلام وهو الذي يقوى عندي
قال عليه السلام: معنى الآية أن كلموهم بما تحبون أن يكلموكم به، والذي بدل على صحة ما ذكرناه أن الله تعالى أمر موسى وهارون عليهما الصلاة بالرفق واللين مع فرعون فقال تعالى: {قولوا له قولا لينا}، وكذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمره الله تعالى بنحو ذلك فقال سبحانه: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}وقال عز وجل: {وأعرض عن الجاهلين} وقال تعالى: {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} وقال النبي صلى الله عليه وآله: ((ليكن أمرك بالمعروف)) ونحو ما ذكره الإمام أبو جعفر عليه السلام قاله عطاء وابن أبي رباح..
مخ ۷۷