نزلت السورة قيل: في العاص بن وائل وذلك أنه توفي ولد النبي صلى الله عليه وآله القاسم وكان قد بلغ إلى أن يركب الدابة ويسير على النجشة، قال العاص: أصبح محمد يبرأ من ابنه، وقيل: بل في أبي جهل وهو القائل هذا الكلام، وقيل: في كعب بن الأشرف هذا يقوي قول من روح بالمدينة فأنزل الله سبحانه:{إن شانئك هو [14]الأبتر} الأبتر أي أن عدوك يا محمد هو الأبتر، وقدم الإسم المضمر للإختصاص بالوصف كأنه قال: لست الأبتر، بل شانئك هو الأبتر كما يقال: إن العالم في البلد هو زيد، أي أنه المختص بهذه الخصلة، وليس لقول القائل العالم في البلد زيد هذه المرة كقوله تعالى: { أنه هو أغنى وأقنى} أما قول العباد ....هم واعتقدوا ذلك ....تعالى عن أبلغ الرد لهم وكذلك رده على المردود، قال له عليه الصلاة والسلام ربي الذي يحي ويميت، فقال:النمرود أنا أحيي وأميته بإذن الله فرد الله عز وجل عليه على المبالغة فقال: {أنه هو أمات وأحيا} وقوله تعالى في الرد على النمرود:{ أنه هو أمات وأحيا} في سورة والنجم وقصة نمرود في البقرة يوضح لك أن القرآن الكريم كالسورة الواحدة فيقوى قو الأخفش، ومعنى كون ..... النبي صلى الله عليه وآله أبتر، وإن كان ذا أولاد أنه بانقطاع ذكره بالمحاسن صار كأنه لا ولد له فيكون هو الأبتر على الحقيقة؛ لأن العرب بعد الذكر بعد الممات هو العمر الحقيقي قال شاعرهم:

فاشوا على ألا أبا لأبيكم

بأفعالنا إن الثناء هو الجلد

وقال الآخر:

فإن تك أفنته الليالي فأوشكت

فإن له ذكرا سيفني الليالي

وقال أبو الطيب:

ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته

ما فانه وفضول العيش أشغال

فكان هذا .....للنبي صلى الله عليه وآله لانقطاع ذكره الجميل صار أبتر، الكوثر الذي أعطاه الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله نهرا في الجنة.

مخ ۳۰