قلت: روينا سماعا عن عليم محقق أبي القاسم الحبر المقر بالفصل يقال إذا أملى إنسان عن غيره رويت الحديث راوي العليم صفة صالحة للعالم فهو من أيته المبالغة محقق أي رصين.
قال الراجز:
دع ذا خير منطقا محققا
أبو القاسم هو هبة الله بن سلامة بن نظر وهو العلامة في الفقه والمبروز له تصانيف في التفسير وسمى التفسير تفسيرا لأنه يكشف عن المفسر وهو مأخوذ المفسرة وهو الدليل من الماء الذي ينظر فيه الأطباء فالطبيب يكشف بالنظر فيه عن علة المريض وكذلك المفسر عن شأن الأية وفضلها ومعناها والسبب الذي أنزلت فيه وهو عن أبي بكر الصديق وقيل مقلوب من سفر مثل حزب وحيد وضب ونص وقيل معنى التفسير التنوير من قولهم سفرت المرأة فهي سافر إذا كشفت عن وجهها وأيضا قال الشاعر :
سفرت فقلت لها هج فتبرقعت فذكرت حين تبرقعت صبارا .
والفرق بين التفسير والتأويلات التفسير الذي ذكرنا والتأويل حمد الآية على معنى تحتمله من معاني وهو [16 ] مأخوذ من قولك أولته يكدنا أي صدفه إلى معنى ما.
وقد روينا [ ] عن النبي صلى الله عليه وآله أنه رأى مناما فأخبر به أصحابه وقال أوليه بكدا أي صرفته إلي وأخبر به صلى الله عليه وآله الخبر الرجل العالم.
قال الأصمعي: لا أرى هو الخبير بكسر الخا أو بفتحها قال أبو عبيد الذي عندي أنه الخبر بفتح الخاء والمحدثون يرونه بالفتح.
قال القراء: هو بكسر الخاء وسمى العالم حبرا بالحبر الذي يكتب به قال وبه سمي كعب الأحبار لما كان يكتب منه العلوم بالحبر وأما سماعنا لهذا الكتاب كتاب أبي القاسم فهو ما حدثنا به الفقيه العالم أبو محمد عبد الله بن الحسن بن عطية بن علي الشغدري الشاوري نسبا الشافعي مذهبا بالإجازة وهو يرويه قال عن الفقيه أحمد الشرودي وعن غير واحد نشيوخه منهم: الفقيه أبو محمد : سبا ب أحمد قراه عليه من أوله إلى آخره عن أبيه بسنده المذكور .
مخ ۲۴