فمن ذلك ما روينا من طريق الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله قال إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي آلا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض وهذا الخبر الشريف فتواتر المعنى فقد رواه مع من يقدم ابن عباس وعائشة وجابر بن عبد الله وحذيفة بن أسد وابو ذر الغفاري ولهذا باب في موضعه من أصول الفقه هو للأتربة.
وقد أشرت إلى ذلك في الكواكب الدرية وحررنا هناك الأدلة باعتراضات وأجوبة والحمد لله تعالى.
قلت: طلبت هداك الله يا أوحد الأهل ويا واحدا في الفخر والفضل والنبل يقال طلبت الشي أطلبه وكذلك أطلبته بمعنى الله اسم شريف لله تعالى وهل هو حامد أو مشتق منه خلاف قد ذكرناه في موضوع من هذا المجموع الأوحد المتفرد بالمحامد كأنه قال متفردا بالخصال ومتوحدا بالخلال المستحسنة يقال أوحد الله تعالى أي جعله واحدا في زمانه وفلان أوحد أهل وقته والجمع أحدان كأسودان وسودان والهمزة منقلبة عن واو قال الشاعر :
فضم قوفي الأحياء منهم فقد رجعوا كحي واحدينا.
إن قيل انه رجع من العالي إلى الداني جعله في النصف الأول أنه لا وحد وهي فتجعله واحدا منهم.
قلت: ليس الواو تعطي ترتيبا على ما هو يقرر في موضعه قال الله تعالى {واركعي واسجدي}وقال الشاعر:
......يا هليل منهم جعفر وابن أمه علي ومنهم أحمد النمر
وغير ممتنع أن يريد بأوحدهم في الخصلة التي تتميز بها دون غيره وواحد منهم في الخصال التي اشتركوا فيها الفخر الإفتخار وهو يترجل الفا والخا معا ويستعين الخاء أيضا لنحره من فيما عينه من حروف الحلق كالنحر والنحو ويقال فخر وافتخر وتناخر القوم الفصل هو الفضلة وهو نقيض النقض والنقضة النبل النبالة والفضل يقال نبل فهو نبيل والجمع نبل لضم الفاء وفتح العين كريم وكرم.
قلت: إزالة لبس يعتريك ومشكل نزول لأي بالسد الحفل [14 ].
مخ ۲۱