عقود العقيان2

ابن مطهر زيدي d. 728 AH
174

عقود العقيان2

عقود العقيان2

ژانرونه

قال ابن عباس: المتقي الذي يتقي الشرك والفواحش.

قلت: ولا يدخل في اشتراط اسم المتقي تجنب الصغائر، وذلك أن الصغائر تقع مكفرة في جنب اجتنابه الكبائر، ولقائل أن يقول إن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] فسر المتقين بأنهم الذين يتركون ما لا بأس به حذرا من الوقوع فيما به بأس .

قلت: وللمجيب أن يجيب أن ظاهر قوله صلى الله عليه وآله [وسلم] متروك، لأن تفسيره صلى الله عليه وآله [وسلم] يقتضي أن يتركوا شيئا مما ليس هو معصية لا صغيرة ولا كبيرة وهذا من الدخول في شيئ من الصغائر والكبائر أراد صلى الله عليه وآله [وسلم] أن هذا هو الأعلى وإلا فقد قال صلى الله عليه وآله [وسلم] ما رويناه آنفا عنه أن جماع التقوى فصح ما ذكرناه وفيه بحوث لا يحتمله المجموع هذا وقد صدق القائل في قوله:

واصنع كماش فوق الشوك يحذر ما يرى إن الجبال من الحصى ......خلي الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى لا تحقرن صغيرها ...

أخبرنا الله تعالى أن من أطاعه فلم يعصه فإنه أعد له علالي من فوقها علالي كل واحد على درجته.

روينا عن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] أنه قال:" إن أهل الجنة ليتراؤن أهل الغرف من فوقهم كما يتراؤن الكوكب الدري في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا وصدقوا المرسلين".

لم يرد تعالى أنه بناها بل أوجدها عزوجل بلا كلفة، بل عبر لعباده بما يعرفونه ويتعارفونه أن العلية لا تكون إلا بيتا تجيي من تحتها، أما القصور هذه وأما الاسحار والقصور الأشبه بالمراد والله اعلم إذ النظم يقتضي ذلك وعد الله أي هذا كله وعد من الله تعالى لعبيده وإذ لم يعدهم في هذه الآية فالقرآن الكريم كالسورة الواحدة وهو منصوب بالمصدر والله الموفق.

مخ ۱۷۷