فأما عرش الرحمن جل وعلا فقد خلقه الله تعالى رايعا عظيما.
قال الإمام علي بن الحسين عليه السلام: أن الله عز وجل خلق العرش رائعا لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء: الهواء والقلم والنور، ثم خلق العرش من أنوار مختلفة من ذلك نور أخضر منه أخضرت الخضرة ونور أصفر منه الصفرت الصفرة، ونور أحمر منه احمرت الحمرة، ونور أبيض منه ابيضت .........وهو نور الأنوار، ومنه ضوء النهار، ثم جعله تسعين ألف ألف طبق ليس من ذلك طبق إلا يسبح الله بحمده ويقدسه بأصوات مختلفة لوأذن للسان أن يسمع لهدت الجبال والقصور وخسفت النجوم.
وروينا عن أبي إسحاق في صفة العرش أنه روى عن لقمان بن عامر عن أبيه بأن الله عز وجل خلق العرش من جوهرة خضراء للعرش ألف ألف وست مائة ألف رأس في الرأس ألف ألف وجه وستمائة ألف وجه، الواجه الواحد كطباق الدنيا ألف ألف مرة وستمائة ألف مرة، في الوجه ألف ألف لسان وستمائة ألف لسان تسبح بألف ألف لغة، خلق الله لكل لغة في ملكوته تسبحه وتقدسه بتلك اللغة.
وعنه عن جعفر الصادق بن محمد الباقر عن أبيه عن جده زين العابدين عن جده الإمام الشهيد عن جده أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال: بين القايمة من قوايم العرش والقائمة الثانية خفقان الطير المسرعة ثمانين ألف عام، والعرش يكسى كل يوم سبعين ألف حلة لون من النور لا تستطيع النظر إليه خلق من خلق الله، والأشياء كلها في جنب العرش كحلقة في فلاة، وإن لله ملكا يقال له: جوفابيل له ثمانية عشر جناحا مسيرة خمسمائة عام اوحي الله إليه أيها الملك طر فطار مقدار عشرين ألف سنة لم ينل رأس قائمة من قوائم العرش، ثم ضاعف الله في الجناح والقوة ثم أمره يطير فطار مقدار ثلاثين الف سنة فلم ينل إليها فأوحى الله تعالى إليه أيها الملك لو طرت إلى النفخ في الصور في أجنحتك وقوتك لم تبلغ ساق عرشي، فقال الملك سبحان ربي الأعلا.
مخ ۹