أي تحقق بأوصافك من فقرك وضعفك وعجزك وذلتك فإذا تحققت بأوصافك وشهدت لنفسك عيوبا لكنها مستترة فعند ذلك تحظى بظهور أوصاف مولاك فيك كما قيل سبحان من ستر سر الخصوصية في ظهور البشرية وظهر بعظمة الربوبية في إظهار العبودية
وافهم من هنا سر معنى قوله
ﵟسبحان الذي أسرى بعبدهﵞ
ولم يقل برسوله ولا بنبيه أشار إلى ذلك المعنى الرفيع الذي لا ينال إلا من العبودية ولذلك قيل
( لا تدعني إلا بيا عبدها
فإنه أشرف أسمائي )
فانكسر أيها الأخ وانطرح بالطريق ولا ترى لك حالا ولا مقالا يزل عنك كل تعويق واستغفر من كل ما يخطر بقلبك في عبوديتك وقم على قدم الاعتراف وانصف من نفسك تبلغ أعلى درجات المنازل وتفنى بشريتك كما قال رضي الله تعالى عنه
( وحط رأسك واستغفر بلا سبب
وقف على قدم الإنصاف معتذرا )
مخ ۲۰۹