عنوان توفیق په د یوسف صدیق کیسه کې
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
ژانرونه
لو كان من قال نارا أحرقت فمه
فمرحبا بك يا قرة عيني، يا من عز فراقه لدي، مرحبا بمن لم يبرح في سويداء الفؤاد، ومحله من العين قرين السواد، مرحبا بمن أبرأ داء أشجاني بلقائه، ورد فؤادي المسلوب بسحر بيانه الحلال وحسن إلقائه.
شكى ألم الفراق الناس قبلي
وروع بالنوى حي وميت
وأما مثل ما ضمت ضلوعي
فإني ما سمعت ولا رأيت
فهنيئا لك بنعمة قلد بها جيدك، وعزز بطريقك من المجد تليدك، بل هنيئا لي فلأنعم الآن بالا، وأقبل على اجتلاء أنوار طلعتك المباركة إقبالا، ملتمسا منك العفو عمن أساءوني وإياك، ونووا أن يوقعوك من الضياع في أشراك، حتى نكون متفقين في اغتفار الإساءة، مستبقين في قضاء ما أوجب الله علينا قضاءه، لا برح سعيك المشكور مشيد الأركان، مؤسسا بنيانه على تقوى من الله ورضوان.
قال ممثل يوسف عليه السلام: إن لله ألطافا لا يحوم عليها طائر فكر، ولا يقوم بحق ثنائها لسان الشكر، فطوبى لمن استقبل قبلة الطاعة، وأنفق في سبل البر رأس مال البضاعة، فهو المنتهج خطة الهدى، الموفق لما يحمد عليه اليوم وغدا، وقد لاحظتني عيون العناية بيقين، وتسنى مع نعيم الدنيا ليوسف صلاح الدين، نظرا لحرصي على ابتغاء مرضاته، وعلى اتقائه تبارك وتعالى حق تقاته، ولكم راودتني التي كنت في بيتها عن نفسي فأبيت، وآثرت السجن على قضاء لبانتها وهي صاحبة البيت، ودخله معي فتيان اتهما بالخيانة الملوكية أيما اتهام، أحدهما صاحب شراب الملك والآخر صاحب الطعام، فقص علي هذان الفتيان، حلمين كانا فيهما يستفتيان، فنبأتهما بما كشف عن تأويلهما النقاب، ورد أحدهما إلى وظيفته كما استوجب الآخر العقاب، ثم رأى الملك رؤيا تشعبت فيها الآراء، وأعجز تأويلها من بمصر من السحرة والحكماء، فجرى ذكري على لسان رئيس السقاة، ووسمني أمام فرعون بسمة الكملة الثقات، فدعيت لأن أعبر تلك الرؤيا تعبيرا، وأتنسم من خلال أزهار أسرارها مسكا وعبيرا، فرأيت معناها بعيدا قريبا، ومؤداها أمرا عجيبا غريبا، يستدعي استنهاض الهمم، والسعي في ادخار الزاد على ساق وقدم، فرارا من غائلة قحط يعز تلافي إتلافه، وينتشر بخيله ورجله في أطراف القطر وأكنافه، فقلدني الله مقاليد التدبير، وأقامني لديه - أيده الله - مقام الوزير، كل هذا ببركة دعائك، وتيسيرا لوسيلة بقائك وبقاء أبنائك، فجزى الله أخوتي خيرا على هذه الفعلة، التي هي من قبيل الإرادة الإلهية في الجملة، وكيف لا ألحظهم من طرف مكارم الأخلاق بإنسان، ولا أتغاضى عن إساءة كلما وايم الحق إحسان، أم كيف لا أقتدي بأبي، وقد أحسن تأديبي، ولا أهتدي بنجوم آدابه الزواهر، وهو ولي تهذيبي، فيا إخوتي ثقوا بي وثوقا كليا، واعلموا أني لا أنكث عهد الإخاء ما دمت حيا.
قال قائل من أخوته: لقد استوفيت أجر من ابتلي فصبر، وجوزيت جزاء من أغناه مولاه فشكر، فلله درك ما أزكى شمائلك، وما أكرم في مقام العصمة فضائلك، وإن عفوك عنا لقطرة من ديم تلك المآثر، ومكرمة يحق لنا أن نفاخر بها ونكاثر، حيث استرضينا جانب الابن وأبيه، وأمضينا نية جمع الشمل بين الوالد وبين بنيه، فلنسجد لله على هذه المنن شكرا، ولنثبتها لك في جريدة الثناء الجميل ذخرا.
الفصل الثاني: في اجتماع يعقوب عليه السلام بفرعون مصر
ناپیژندل شوی مخ