عند هذا أحاط الأولاد بأبيهم وقالوا له: أصورة هذه؟ ... أرنا إياها.
أما الصغيرة الزرقاء فدهشت مما رسم عليها فقالت: هذا قطار هائل يغور في فوهة جبل، ولكن لماذا هذه القبور فوق الفوهة؟
فقال فريد: لأن وراء الجبل الجنة؛ ولأنه يجب على الإنسان أن يمر من ثقب الموت الأسود لينتهي إلى السماء.
ففكرت الفتاة هنيهة ثم قالت: أو يذهبون في القطار إلى السماء؟
فأجابها فريد: أجل، ولكن منهم من يصل بسرعة ومنهم من يتأخر في طريقه على حسب القطار الذي يركبونه. فالقطارات ثلاثة؛ منها سريع، ومنها وسط، ومنها بطيء، وإن من الناس من يلهون بأموالهم وخيراتهم فلا يذهبون إلى السماء إلا في قطار البضائع! أما أنا فأنتظر أن أقوم بهذه الرحلة في قطار سريع.
ثم التفت إلى فارس وقال: وأنت يا والدي في أيها تود الذهاب؟
فأجابه العامل بصوت يتكلف الكلام: في القطار السريع طبعا! فسأل أحد الأحداث قائلا: وهل تستطيعون الذهاب إلى السماء في الدرجة الأولى؟
فقالت الصغيرة الزرقاء: نعم ، ولكن المسيح الذي مات على الصليب يؤثر الذين يسافرون في الدرجة الثالثة على سواهم! ...
كان الأولاد يصرخون ويهتفون حول الصورة الصغيرة المضطربة بين أنامل والدهم فارس.
وفجأة قال بطرس الصغير بعد أن فكر هنيهة واضعا إبهامه في فمه: ولكن الذين يذهبون إلى الجحيم أو إلى المطهر أفيسافرون في القطار أيضا؟ فجمدت الفتاة الزرقاء وقد ملكتها الحيرة.
ناپیژندل شوی مخ