المعالي، حكم بمكة بعد أبيه، وكان أميرا جليلا جوادا، ومن أخباره انه سمع بفرس عند بعض العرب موصوفة بالعتق والجودة لم يسمع بمثلها قد أقسم صاحبها أن لا يبيعها إلا بعشرين فرسا جوادا وعشرين غلاما وعشرين جارية وألفي دينار ذهبا ومائة ألف درهم وكذا وكذا ثوبا الى غير ذلك، فأرسل الأمير تاج المعالي شكر بعض غلمانه بثمن الفرس الذي طلبه صاحبها ليشتريها له فوافق وصول غلام الأمير تاج المعالي شكر الى منزل ذلك الرجل وقد ظعن أهله وجماعته وبقي هو وحده لغرض كان له فوافاه عشاء فأضافهم تلك الليلة وقام بما ينبغي له ولهم، فلما أصبحوا حكى له الغلام غرضه الذي جاء لأجله وعرض عليه المال وطلب الفرس، فقال له ذلك البدوي: إنك لم تذكر لي ما جئت له ساعة وصولك لأترك لك الفرس فانكم أمسيتم عندي وليس عندي غيرها فذبحتها لكم. ثم أحضر جلد الفرس ورأسها وقوائمها وذنبها وما بقي من لحمها. فلما رأى غلام الأمير تاج المعالي ذلك قال: إني ما جئت وأرسلني الأمير إلا لأجل الفرس وقد وصلت إلي فدونك الثمن. ودفع اليه ما كان حمله لشراء الفرس ثم رجع الى مكة فلما سمع الأمير تاج المعالي بوصوله خرج لتلقيه فرحا بالفرس فلما رآه وسأله أخبره بما صنع الرجل؛ فقال له: وما صنعت بالمال الذي أرسلته معك؟ فأخبره أنه دفعه الى صاحب الفرس فأقسم الأمير تاج المعالي انه لو جاء بشيء منه لقتله.
ولم يلد الأمير تاج المعالي شكر إلا بنتا 2 يقال لها 1 1 تاج الملوك 2؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري: قال لي أبو الحسن محمد بن سعدان المعروف بابن صاحب الفتوح إنه يقال لامها بنت الصيرفي 2. و1 انقرض الأمير أبو الفتوح*؛ بل أبوه وجده الأمير أبو جعفر محمد أيضا، وكان قد انتسب الى الأمير شكردعي اشتهر أمره بالحجاز والعراق؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري: كان من هذا الذي يقال له ابن سعدان يخبر بنت أبي الفتوح فوجد جارية لهم ببلد حربي ومع الجارية ولد لها لا يعرف أبوه، فأخذه منها ورباه وأدبه ثم نهض به الى الدريزي فقال: هذا ولد الأمير شكر وسماه جعفرا. فزوده ونفقه بجملة دنانير وأنفذ معه من أوصله الى مكة شرفها الله تعالى، فلما دخل على شكر قال له: أيها الأمير وجدت جاريتك فلانة ببلد حربي معها هذا الولد وذكرت انه منك ولم آمن أن تكون صادقة فأنفقت عليه مالي
مخ ۱۲۲