وخلف الإمام الكثير من الكتب الأمهات في المذهب منها: ما يمثل المذهب القديم؛ ك "الأمالي"، و"مجمع الكافي"، و"عيون المسائل"، و"البحر المحيط". ومنها: ما يمثل المذهب الجديد؛ ك" الأم"، و" الإملاء"، و"المختصرات"، و"الرسالة"، و"الجامع الكبير" وغيرها.
وقد كثر تلاميذه وأتباعه ومنهم:
يوسف بن يحيى البويطي أبو يعقوب المتوفى سنة 231هجري.
أبو إبراهيم، إسماعيل بن يحيى المزني المتوفى سنة264هجري.
الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي المتوفى سنة270هجري وعن طريقه وصلنا كتاب الرسالة والأم وغيريهما.
رابعا: الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241) ه:
الإمام الحافظ الورع أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي ثم البغدادي. حملت به أمه في مرو، ولدته ببغداد سنة: (164) ه وفيها نشأ يجمع السنة ويحفظها حتى صار إمام المحدثين في عصره، روى الحديث عن هشيم، وإبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
قرأ الفقه على الإمام الشافعي حين قدم إلى بغداد وكان من أكبر تلاميذة البغداديين، ثم أصبح مجتهدا مستقلا.
قال فيه الإمام الشافعي: ((خرجت من بغداد وما خلفت فيها أفقه ولا أورع ولا أزهد ولا أعلم من ابن حنبل)).
بنى أصول مذهبه على الكتاب والسنة، ولم يقدم على الحديث الصحيح عملا ولا رأيا ولا قول صحابي ولا إجماعا.
وكان يعتمد فتاوى الصحابة المتفق عليها فيما بينهم، كما كان يأخذ بالمرسل والحديث الضعيف إن لم يكن في الباب شيء يدفعه، أما القياس: فكان يستعمله للضرورة فقط، ويكره الفتوى التي ليس فيها أثر عن السلف.
مخ ۳۱