لسكونها وسكون التنوين بعدها، وفي كتاب الله جل وعز ﴿فاقض ما أنت قاض﴾ .
٥٢٠- ورأيت علي بن سليمان يجيب بعض الكتاب: أنه لا يجوز إلا حذف الياء في موضع الخفض والرفع، فقلت له: ما الذي يمنع من إثبات الياء على القياس، لأنها قد تحذف لسكونها وسكون التنوين بعدها، والتنوين لا يكون في الوقف، والقياس إثبات الياء إذا زال التنوين؟ فقال: ما يمتنع هذا، ولكني لا أجيب به إذا اختصم اثنان، لأني لا أفصل بينهما إلا بذكر أجود الوجهين؛ وكان هذا مذهبه.
٥٢١- ومثل هذا مما يحذف منه الياء في الخط: جاءني جوار، ومررت بجوار، فإن كان هذا في موضع النصب، قلت: رأيت قاضيًا، حركت الياء في موضع النصب لخفته، ورأيت جواري بغير ألف، لأنه لا ينصرف؛ ويجوز: مررت بجواري، بالياء، تجري المخفوض مجرى المنصوب وتشبهه بغير المعتل، وأنشد سيبويه:
فلو كان عبد الله مولىً هجوته ... ولكن عبد الله مولى مواليا
فإن جئت بالألف واللام أثبت الياء، فقلت: جاءني الجواري.