257

عمدة الحفاظ په تفسير اشرف الألفاظ کې

عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ

ایډیټر

محمد باسل عيون السود

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

وقعت المثوبة والإثابة في المكروه نحو: ﴿قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبةً﴾ [المائدة: ٦٠] ﴿فأثابكم غمًا بغم﴾ [آل عمران: ١٥٣]. فمن باب الاستعارة كاستعارة البشارة بالعذاب على التهكم، قيل: ولم يجئ التثويب في القرآن إلا في المكروه نحو: ﴿هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون﴾ [المطففين: ٣٦]، معناه: جوزي، وهو تهكم أيضًا.
وقوله ﴿وثيابك فطهر﴾ [المدثر: ٤] حمل على ظاهره وقيل: أراد النفس كقول الشاعر: [من الطويل]
٢٥٤ - ثياب بني عوفٍ طهارى نقيةٌ ... وأوجههم عند المشاهد غران
وقيل: كنى بها عن القلب كقول عنترة: [من الكامل]
٢٥٥ - فشككت بالرمح الطويل ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم
وهذا وإن كان أمرًا له ﵊ في الصورة فهو أمرٌ لنا في الحقيقة، فإن كل ما فسر به الثياب هو طاهرٌ منه ﵊. ويرشح كون ذلك كنايةً عن النفس أو القلب، قوله تعالى: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣]، فالتطهير هنا من سائر الأدناس التي تتصف بها عندهم. وقيل: تقصيرها لأن تقصيرها يبعدها مما ينجسها. وعن ابن عباس: «لا تلبس ثيابك على فخرٍ وكبر». وأنشد: [من الطويل]
٢٥٦ - فإني بحمد الله لا ثوب غادرٍ ... لبست، ولا من خزية أتقنع

1 / 293