الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ، وَيُسْمِعُ الآيَةَ أَحْيَانًا، وَيُطِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى وَيُقْصِرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
[٣٠] أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد لله بْنِ بِشْرَان١ قِرَاءَةً، نا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ بِمَكَّةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ رَبِيعٍ الأول سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "يَقُولُ اللَّهُ ﷿ ٢: الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أُجْزِي بِهِ ٣، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ من أجلي،
_________
[٣٠] خ "٤/ ٤٠٢" "٩٧" كتاب التوحيد - "٣٥" باب قول الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ﴾ - من طريق أبي نعيم، عن الأعمش به. رقم "٧٤٩٢".
م "٢/ ٨٠٧" "١٣" كتاب ال صيام - "٣٠" باب فضل الصيام - من طريق أبي معاوية ووكيع وغيرهما عن الأعمش به. رقم "١٦٤/ ١١٥١".
١ له ترجمة في تاريخ بغداد "١٠/ ٤٣٢"، قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا ثبتًا صالحًا، ولد سنة ٣٣٩، وتوفي سنة ٤٣٠.
٢ هذا حديث قدسي، والحديث القدسي هو حديث رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سلم- أضافه إلى الله ﷿.
قال الكرماني: فإن قلت: فهذا قول الله تعالى وكلامه، فما الفرق بينه وبين القرآن؟
قلت: القرآن لفظه معجز ومنزل بواسطة جبريل ﵇، وهذا غير معجز، وبدون الواسطة، ومثله يسمى بالحديث القدسي والإلهي والرباني.
فإن قلت: الأحاديث كلها كذلك "أي: من الوحي"؟
قلت: الفرق بأن القدسي مضاف إلى الله تعالى ومروي عنه بخلاف غيره.
ومعنى القدسي: المنسوب إلى القدوس؛ أي: المنزه ﷾ في ذاته وصفاته الجلالية والجمالية. انظر مقال الحديث القدسي للمحقق في مجلة المنهل العدد "٤٨٤".
٣ "الصوم لي وأنا أجزي به" قيل: إن هذا بيان لكثرة ثوابه: أي أنا أجازيه لا غيري، بخلاف سائر العبادات؛ فإن جزاءها قد يفوض إلى الملائكة. قال أبو عبيد: قد علمنا أن أعمال البر كلها له ﷾ وهو يجزي بها، فنرى -والله أعلم- أنه إنما خص الصوم بأن يكون هو الذي يتولى جزاءه؛ لأن الصوم ليس =
1 / 69