349

============================================================

والإكباب على تلاوته يزيده حلاوة، وترديده يورث في القلوب له محبة وطلاوة(1)، بخلاف غيره من الكلام البليغ فإنه يمل مع الترديد، ويعادى إذا هو أعيد.

(1) قال في مختار الصحاح: " الطلاوة بضم الطاء وفتحها: الخسن، يقال: ما عليه طلاوة.

وهذا من أعظم دلائل نبوته صلى الله عليه وآله وسلم لما تحدى عليه الصلاة والسلام العرب بما في القرآن من الاعجاز ودعاهم إلى معارضته والاتيان بسورة من مثله فعجزوا عن الإتيان بشيء منه مع أنه كان أميا وكانت قريش أهل البلاغة والفصاحة والشعر وكانوا يرتجلون الكلام البليغ في المحافل ارتجالا. وقد اعترف كثير من أهل الفصاحة والبلاغة بأن القرآن ليس من كلام البشر ولا يقدر أحد على معارضته؛ منهم: عتبة بن ربيعة فإنه لما سمع القرآن اا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، رجع إلى قريش وقال: "والله لقد سمعت ما سمعت بمثله قط . والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة. فوالله ليكونن لقوله الذي سعت نبا".

ومنهم: الوليد بن المغيرة وكان المقدم في قريش بلاغة وفصاحة فإنه لما قرأ عليه رسول الله و إن الله يأمر بالعدل والإخسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفخشاء والمنكر والبفى.

يعظكم لعلكم تذكرون). قال له : أعده. فأعاد ذلك فقال: والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر وإنه ليعلو ولا يعلى عليه: فقالت قريش: قد صبأ الوليد! والله لتصبأن قريش كلها.

أما أنيس أخو أبي ذر: ناقض اثني عشر شاعرا في الجاهلية فإنه رجع بعد ما سمع القرآن من ارسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وقال: رأيت رجلا بمكة يزعم أن الله أرسله. فقال له أبو ذر: فما يقول الناس فيه؟ قال: يقولون شاعر . كاهن. ساحر. لقد سمعت قول الكهنة فماهو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أنواع الشعر فلم يلتثم، ولا يلتثم على لسان أحد، وانه لصادق وإنهم لكاذبون.

48

مخ ۳۴۹