212

وقيل لكثير بن عبيد الحمصي عن سبب عدم سهوه في الصلاة قط، وقد أم أهل حمص ستين سنة كاملة، فقال: "ما دخلت من باب المسجد قط وفي نفسي غير الله".

وقال كبير قضاة الشام سليمان بن حمزة المقدسي وهو من ذرية ابن قدامة صاحب "المغني": "لم أصل الفريضة قط منفردا إلا مرتين، وكأني لم أصلهما قط" مع أنه قارب التسعين رحمه الله.

وقال شرف الدين بن محمد رحمه الله تعالى: كان ابن دقيق العيد يقيم في منزلنا بمصر في غالب الأوقات، فكنا نراه في الليل إما مصليا وإما ماشيا في جوانب البيت وهو مفكر إلى طلوع الفجر، فإذا طلع الفجر صلى الصبح ثم اضطجع إلى صحوه.

وقال الصاحب شرف الدين: وسمعت الشيخ شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي المالكي يقول: "قام الشيخ تقي الدين أربعين سنة لا ينام الليل إلا أنه كان إذا صلى الصبح اضطجع على جنبه إلى حيث يضحى النهار".

وروى ابن عماد الحنبلي في "شذرات الذهب" أنه كان يقول: "ما تكلمت بكلمة ولا فعلت فعلا إلا أعددت له جوابا بين يدي الله"، كما نقل ذلك السبكي.

وقال الحافظ قطب الدين الحلبي عن الشيخ تقي الدين ( .... وكان لا ينام من الليل إلا قليلا، ويقطعه فيما بين مطالعة وتلاوة وذكر وتهجد حتى صار السهر له عادة، وأوقاته كلها معمورة لم ير في عصره مثله).

مخ ۲۱۵